وول ستريت جورنال: المرشد عازم على ضمان أن يحل رجل ديني آخر محل إبراهيم رئيسي

وافقت السلطات الإيرانية على قائمة تضم ستة مرشحين - جميعهم تقريبًا من المحافظين - لخوض الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر الشهر الماضي، مما أطلق حملة من المرجح أن تكون مُدارة بعناية مع بقاء رجال الدين في البلاد. ويواجه القادة نقاط ضغط داخلية وخارجية متزايدة.

في الداخل، اختارت أعداد متزايدة من الإيرانيين عدم التصويت على الإطلاق في الانتخابات الأخيرة للتعبير عن عدم رضاهم عن القواعد الإسلامية الصارمة في إيران والاقتصاد المتعثر. وعلى الصعيد الدولي، تواجه طهران ضغوطا متزايدة بشأن التقدم في برنامجها النووي ودعمها لوكلاء إقليميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط مع استمرار الحرب في غزة.

من الجدير بالذكر أن مجلس صيانة الدستور - وهو هيئة من رجال الدين المتحالفين مع المرشد الأعلى علي خامنئي - منع الرئيس الشعبوي السابق محمود أحمدي نجاد من الترشح، لكنه وافق على رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، القائد السابق في الحرس الثوري. وقد اتُهم بلعب دور في حملة قمع عنيفة ضد طلاب الجامعات الإيرانية في عام 1999، وبعد ذلك، كقائد للشرطة، أصدر الأمر بإطلاق النار الحي على الطلاب الإيرانيين في عام 2003.

اختار المجلس سعيد جليلي، رئيس الأمن القومي السابق الذي اتخذ موقفا متشددا في المحادثات النووية مع الغرب. ومن بين المحافظين الآخرين الذين سُمح لهم بالتنافس، رئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، ووزير العدل السابق مصطفى بور محمدي، ونائب رئيسي أمير حسين غازي زاده هاشمي. وكان مسعود بيزشكيان، نائب رئيس البرلمان ووزير الصحة السابق، هو المرشح الإصلاحي الوحيد الذي تمت الموافقة عليه، لكن المحللين يقولون إنه من غير المرجح أن يتم انتخابه.

منع المجلس أحمدي نجاد، الرئيس السابق المعروف بالقمع العنيف للاحتجاجات التي أعقبت إعادة انتخابه المتنازع عليها عام 2009، وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق الذي أيد اتفاق عام 2015 الذي يحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات. كما استبعد العديد من السياسيين الإصلاحيين الذين خططوا للترشح، بما في ذلك رئيس البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، وإسحاق جهانغيري، الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس حسن روحاني.

قال سينا ​​توسي، الزميل الذي يركز على إيران في مركز السياسة الدولية، وهو مركز أبحاث معني بالسياسة الخارجية في واشنطن: "إن خامنئي ودائرته الداخلية مترددون في السماح للمعتدلين والإصلاحيين البارزين بالحصول على فرصة حقيقية لاستعادة الرئاسة". وقال إن قرار السماح لإصلاحي واحد بالتنافس ضد خمسة محافظين قد يمكّن الناخبين المعتدلين من الالتفاف حوله.

يشير الاختيار الضيق للمرشحين إلى أن خامنئي، البالغ من العمر 85 عامًا والذي يعاني من حالة صحية سيئة، يتخذ خطوات لضمان استمرار إيران في مسارها المحافظ والديني بعد وفاة رئيسي، وهو موالي للغاية كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه الوريث المرجح له. ي

يقول المراقبون. ومقارنة بالانتخابات السابقة، فإن المرشد الأعلى "أكبر سنا بكثير، وقد انخفضت شهيته للمخاطرة لأن إرثه على المحك"، كما يقول علي فايز، المدير الذي يركز على إيران في مجموعة الأزمات ومقرها بروكسل.

خامنئي هو رئيس الدولة بحكم الأمر الواقع وله الكلمة الأخيرة في الشؤون الداخلية والخارجية الرئيسية، لكن الرؤساء يميلون إلى أن يكون لهم بعض الفسحة في تشكيل السياسات.

بالنسبة للنظام، سيكون التحدي الرئيسي هو إقناع الناخبين الساخطين بالانضمام. وفي عام 2021، تم انتخاب رئيسي بعد مشاركة 49% من الناخبين - وهي المرة الأولى التي أدلى فيها أقل من النصف بأصواتهم منذ إنشاء الجمهورية الإسلامية في عام 1979. كما انخفضت نسبة المشاركة إلى 41% في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مارس، وهو مستوى قياسي منخفض.