كيف تحاول حماس تشكيل "اليوم التالي" في غزة؟

متن نيوز

حماس جمعت ما يتراوح بين 120 و200 مليون دولار خلال الحرب الحالية من فرض الضرائب على القوافل الإنسانية 

 

 

يبدو أن كلًا من اللجنة التنفيذية لـ "حماس" (مقرها الدوحة) ودائرة يحيى السنوار من القادة العسكريين (المختبئين حاليًا في أنفاق غزة) قد أدركا أن الحركة لا يمكنها الاستمرار في حكم غزة بمفردها، وبالتالي يجب عليها البحث عن شركاء. 

 

يخشى هؤلاء على وجه التحديد من عدم وصول أي تمويل أجنبي لإعادة الإعمار ما لم يساعدوا في إرساء نوع مختلف من الإدارة تقودها اسميًا جهات فاعلة فلسطينية أخرى. لكنهم واثقون أيضًا من قدرتهم على ردع الدول العربية والقوى الأجنبية الأخرى عن إرسال قوات إلى غزة حتى لو اضطروا إلى العمل من تحت الأرض إلى أجل غير مسمى. وفي الواقع، يهدد كبار مسؤولي "حماس"، مثل أسامة حمدان، علنًا بمحاربة أي وجود غير فلسطيني يتم نشره لإدارة القطاع أو حفظ النظام فيه، وفقا لمعهد واشنطن.

 

من أجل تحقيق توازن بين هذه الأهداف المتضاربة على الأرجح، أبلغ مسؤولو "حماس" محاوريهم أنهم على استعداد لدعم تشكيل إما "حكومة تكنوقراط" أو حكومة مؤلفة من الفصائل التي توافق على "المصالحة" الفلسطينية. كما أصروا على ألا تكون المسائل الأمنية ضمن صلاحيات هذه الحكومة. بمعنى آخر، لا تمانع "حماس" أن يضطلع الآخرون بالمسؤوليات المدنية بينما تركز هي على إعادة بناء شبكاتها المسلحة ورء الكواليس.

 

مع بقاء الآلاف من مقاتلي "حماس" على قيد الحياة، تبحث الحركة بشكل حثيث عن طرق جديدة للبقاء على رأس السلطة عند التوصل إلى وقف لإطلاق النار. 

 

عرضت التخلي عن السيطرة المدنية وراء واجهة تحالف فلسطيني - ولكن فقط من أجل تحديث ترسانتها العسكرية، وإعادة بناء شبكات الأنفاق، وتجنيد قوة بشرية جديدة.

 

وإذا وافقت الفصائل الفلسطينية غير المشاركة بشكل مباشر في الحرب على توفير مثل هذا الغطاء من خلال تشكيل إدارة جديدة تدعمها "حماس"، فإن ذلك من شأنه تعقيد مهمة إسرائيل المستمرة في ملاحقة مقاتلي الحركة. وحتى لو لم تكن "حماس" جزءًا رسميًا من الحكومة المذكورة، إلّا أن تدفق المساعدات الدولية إلى هذه الهيئة سيظل مفيدًا لـ "جناح" حماس المسلح الذي ابتكر الكثير من الأساليب لاقتطاع أرباح من الاقتصاد المحلي على مر السنين. 

 

على سبيل المثال، وفقًا لتقديرات كاتب هذه السطور وباحثين آخرين، تمكنت الحركة من جمع ما يتراوح بين 120 و200 مليون دولار من فرض الضرائب على القوافل الإنسانية خلال الحرب الحالية.

 

لمنع تنفيذ خطة حماس هذه لـ "اليوم التالي"، بإمكان الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى أن تنصح الدول العربية و"السلطة الفلسطينية" والجهات الفاعلة الفلسطينية الأخرى بعدم مد يد المساعدة لإعادة إحياء الحركة سياسيًا.