محاولة اغتيال ترامب قد تؤجج العنف السياسي في أمريكا.. ما التفاصيل؟

متن نيوز

أثارت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب غضب أنصاره وأوقفت حملة الحزب الديمقراطي مؤقتا وسط مخاوف من تأجيج العنف السياسي في الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة في نوفمبر  في بلد يعاني بالفعل من توتر.

 

وصف أنصار ترامب أمس السبت المرشح الجمهوري بأنه بطل، مستغلين صورته وأذنه ملطخة بالدماء وقبضته مرفوعة ويبدو وكأنه يردد كلمة “قاتلوا!”.

 

بينما دأب ترامب في حديثه مع مؤيديه على استخدام لغة عنيفة، تحول مستشارو الرئيس السابق وأنصاره نحو الهجوم على منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، قائلين إن شيطنة المرشح الرئاسي الجمهوري هي التي أدت إلى محاولة الاغتيال.

 

تحرك بايدن سريعا في محاولة لنزع فتيل التوتر، وندد بالهجوم ووصفه بأنه عنف سياسي غير مقبول وسحب الإعلانات الانتخابية التي تهاجم ترامب.

 

لم تُعرف بعد دوافع منفذ الهجوم. وتُظهر سجلات الناخبين بولاية بنسلفانيا أن توماس ماثيو كروكس (20 عاما) جمهوري، وهو من منطقة بيثيل بارك وسبق أن تبرع بمبلغ 15 دولارا إلى لجنة عمل سياسية تجمع الأموال للساسة ذوي الميول اليسارية والديمقراطيين.

 

من المرجح على المدى القصير أن يعزز هذا الهجوم التأييد لترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في ميلووكي هذا الأسبوع ويقبل خلاله ترشيح الحزب للرئاسة، وكذلك الشعور بالظلم والغربة لدى مؤيدوه تجاه الطبقة السياسية في البلاد.

 

في غضون ساعات من إطلاق النار، أرسلت حملة ترامب رسالة نصية تطلب من الناخبين المساهمة في الحملة. وجاء في الرسالة “إنهم لا يلاحقونني، بل يلاحقونكم”.

 

كما سارع المليارديران إيلون ماسك وبيل أكمان للتعبير عن تأييدهما لترامب. وقال ماسك عبر منصة إكس، التي يملكها، “أنا أؤيد الرئيس ترامب بشدة، وآمل في شفائه سريعا”.

 

تواجه الولايات المتحدة أكبر زيادة في أعمال العنف ذات الدوافع السياسية وأكثرها استمرارية منذ سبعينيات القرن الماضي. ونفذ مهاجمون يمينيون 13 من بين 14 هجوما سياسيا تسببت في سقوط قتلى أو مصابين منذ اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير  2021 بينما شن يساري هجوما واحدا. ولمرتكبي هذه الهجمات أو المشتبه بهم انتماءات حزبية واضحة.

 

على الرغم من كونه رئيسا سابقا، فقد نفذ ترامب حملته الانتخابية باعتباره متمردا من خارج دائرة السلطة، وشكا من أنه مستهدف منذ فترة طويلة من قبل “الدولة العميقة” الاتحادية وإدارة بايدن لمنعه من العودة إلى السلطة.

 

يستخدم في العادة خطابا عنيفا ومهينا وحتى مروعا في أثناء قيامه بذلك، ويحذر من حدوث “حمام دم” إذا لم يتم انتخابه، وقال إن المهاجرين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة “يسممون دماء بلادنا”.

 

أبدى بعض الجمهوريين انزعاجهم بالفعل من استمراره في تأجيج النار.

 

قال تشيب فيكل، وهو ناشط جمهوري في ولاية ثاوث كارولينا ومن معارضي ترامب “إذا لم تكن البلاد برميل بارود من قبل، فهي الآن كذلك”.

 

قال براد بانون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، إن إطلاق النار يمكن أن يفيد ترامب سياسيا لأنه يدعم رواية حملته الانتخابية بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح.

 

تعامل بايدن مع نقاش محتدم داخل الحزب الديمقراطي حول ما إذا كان ينبغي عليه التنحي عن الترشح باسم الحزب بسبب مخاوف من أنه لم يعد مؤهلا للمنصب. 

 

نفر العديد من الناخبين بالفعل من الغريمين بايدن وترامب. وقد تسهم الفوضى المحيطة بالمرشحين في إذكاء شعور الناخبين بأن مشاكل البلاد غير قابلة للحل وأن الهوة بين الحزبين لا يمكن سدها.

 

وقال النائب الأمريكي ستيف سكاليز، وهو جمهوري أطلق مسلح الرصاص عليه في عام 2017، لشبكة فوكس نيوز إن الخطاب الانتخابي العنيف يجب أن يتوقف.