هل الأمعاء تؤثر على الدماغ؟.. الدراسات الطبية تجيب
هل الأمعاء تؤثر على الدماغ؟ سؤال يدور في أذهان العديد من الأشخاص، وبالفعل فقد أثبتت الدراسات الطبية أن هناك علاقة بين صحة الأمعاء وبين الصحة العقيلة بل والجسدية أيضا، وهو ما نوضحه لكم بتسليط الضوء على علاقة المعدة بالدماغ، حيث يساهم ميكروبيوم الأمعاء بشكل أساسي في الصحة العامة.
هل الأمعاء تؤثر على الدماغ؟
الإجابة على سؤال هل الأمعاء تؤثر على الدماغ؟ يتطلب منا التطرق إلى تعريف ميكروبيوم الأمعاء، حيث يتفاعل الميكروبيوم المعوي مع الجسم والبيئة من خلال تبطين الجهاز الهضمي، وهو يدعم عملية استخراج العناصر الغذائية من النظام الغذائي، ويتأثر الميكروبيوم بالعديد من العوامل ومنها الأدوية مثل المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا المفيدة في الجسم.
ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة Molecular Psychiatry في عام 2022، تبين أن ميكروبيوم الأمعاء يمارس تأثيرًا كبيرًا على وظائف الأعصاب البشرية والصحة العقلية، ولذلك يبحث العلماء الآن العلاقة بين صحة الأمعاء والصحة العقلية لفهم كيف يمكن للتغذية أن تؤثر على الدماغ، ومنها شهدت السنوات القليلة الماضية اهتماما ملحوظا بالميكروبيوم وكيفية تفاعله مع الجهاز العصبي والجهاز المناعي وجهاز الغدد الصماء.
وأوصت الدراسات الطبية بضرورة تعزيز صحة الأمعاء من خلال تقليل استعمال المضادات الحيوية نظرا لآثارها الضارة، كما يفضل التركيز على تناول البروبيوتيك وهو عبارة عن أطعمة مخمرة تحتوي على ميكروبات مفيدة، وتعمل هذه الأطعمة على تقليل الالتهاب وتحسين صحة الجهاز الهضمي، كما أن البريبايوتكس هي الكربوهيدرات المعقدة والسكريات النباتية التي لا يمكننا هضمها دون مساعدة ميكروبات الأمعاء.
علاقة المعدة بالدماغ
استكمالا لتوضيح إجابة هل الأمعاء تؤثر على الدماغ؟ فقت بينت الدراسات الطبية أن الميكروبيوم المعوي الصحي له آثار بعيدة المدى على الصحة عقلية، لدرجة أن الخبراء غالبًا ما يشيرون إلى الميكروبيوم المعوي باسم "الدماغ الثاني"، وذلك لان ميكروبات الأمعاء تتفاعل مع الجهاز العصبي المحيطي، فتطلق مستقلبات عصبية نشطة في مجرى الدم.
وعلى العكس من ذلك، قد يرسل الجهاز العصبي المركزي إشارات إلى الأمعاء تؤثر على تكوين ميكروبات الأمعاء عبر العصب المبهم أو الجهاز العصبي المعوي، الذي يدير وظيفة الأمعاء، وهذه الرسائل ثنائية الاتجاه تبسط إلى حد كبير الروابط المتنوعة والمتكاملة التي تربط الأمعاء ببقية أجزاء الجسم، وليس على الدماغ فقط، فعلى سبيل المثال، تتلامس الأغشية المخاطية التي تبطن القناة المعوية بالكامل من الأنف والفم إلى فتحة الشرج مع كل ما يأكله الإنسان ويتنفسه، وتقرر على الفور ما إذا كان الميكروب القادم صديقا أم عدوا.
ونظرًا لهذه المهمة اليومية الضخمة في فرز الخلايا، فربما يكون من البديهي أن أكبر عضو مناعي في الجسم هو الأنسجة الليمفاوية المرتبطة بالأمعاء، وتنتج الأنسجة الليمفاوية المرتبطة بالأمعاء ما بين 70% إلى 80% من خلايا المناعة في الجسم، وتظل هذه الخلايا معلقة في وضع حذر فتتجنب المبالغة في رد الفعل تجاه البكتيريا المفيدة في حين تدافع ضد تلك التي قد تكون قاتلة.