المعارضة الإيرانية: الشعب ومطالبات بالتغيير ومواجهة قمع خامنئي

متن نيوز

ظهر خامنئي على الساحة يوم الأربعاء 14 أغسطس. بعد أن هدد بالانتقام القاسي واخذ  الثأر في 31 يوليو، وجد نفسه الآن مضطرًا لتلفيق سلسلة من الكلمات لرفع معنويات قواته المحبطة بشدة، حسب المعارضة الإيرانية.

يمكن ملاحظة مأزق خامنئي بشأن التطورات القادمة في المنطقة من خلال هذا الخطاب، حيث اكتفى بإطلاق كلمات فضفاضة. دون الإشارة إلى القضية الرئيسية اليوم: كيفية الرد على مقتل هنية. لم يجرؤ خامنئي حتى على ذكر هذه القضية. وحاول خامنئي من خلال كلمات عامة وغامضة  باطلاق وعد لقواته بقوله: إذا رأيتم أننا لم نفعل أي شيء، هذا تراجع تكتيكي!.

من خلال هذه العبارة، بعث خامنئي برسالة إلى قادة الحرس وفيلق القدس المنهارة معنوياتهم، وكذلك إلى مرتزقته، مفادها أن هذا التراجع ليس استراتيجيًا وأن عملنا لم ينته بعد!

حاول خامنئي، الذي  واجه  موجة من الذعر واليأس بين قواته عقب عملية اغتيال هنية، الحفاظ على تماسكه وتجنب  “تراجع غير تكتيكي”. خوفا من أن تكون قواته في حالة يأس.

ونشر موقع خامنئي على الإنترنت تصريحات أدلى بها خامنئي في اجتماع مع  مجموعة من مسؤولي النظام في محافظة كوهغيلويه وبوير أحمد:

في إشارة إلى حيلة أعداء إيران في خلق حرب نفسية وخوف لإجبار الأمة الإيرانية على التراجع في مختلف المجالات، دعا خامنئي إلى الاعتراف بقدرات الذات وتجنب المبالغة في تضخيم قوة الأعداء كطريقة لمواجهة هذه الخدعة.  

ودعا خامنئي إلى فهم هدف العدو من الحرب النفسية في الساحة العسكرية والمتمثل في خلق الخوف والتراجع، وقال: “يستتبع التراجع غير التكتيكي، في أيّ ميدان عسكري، أو سياسي، أو إعلامي، أو اقتصادي، الغضب الإلهي”.

ثم عدد خامنئي عواقب الخوف من العدو على النحو التالي: “نتيجة تضخيم قدرات العدو في مجال الثقافة هي الشعور بالارتباك، والانجذاب نحو بثقافة العدو، واستحقار الثقافة الذاتية. نتيجة مثل هذا الارتباك هي الموافقة على نمط عيش الطرف  المقابل، وكذلك استخدام الكلمات والتعابير الأجنبية “.

بعد اغتيال إسماعيل هنية، يجد خامنئي نفسه في مأزق شديد بشأن التطورات المقبلة، فهو إما مضطر إلى تجرع السم وقبول “تراجع تكتيكي” كما وصفه، وعدم تنفيذ اي هجوم، مما حتما سيودي إلى قبول المزيد من التراجعات المستمرة.

في هذه الحالة، سيتخاذل في تنفيذ “العقوبة القاسية” و”واجب الثار” الذي وعد به في 31 يوليو، مما سيؤدي إلى تصدع هيبة خليفة الرجعية. هذا السيناريو قد يمهد  الطريق أمام انتفاضة الشعب الإيراني  ويكون بداية  لما وصفه خامنئي بـ”الغضب الإلهي.

أما إذا لم يتراجع، فإنه سيواجه تحديات كبيرة، حيث لم تتاح الفرصة بعد للحكومة الجديدة، فعليه أن يخوض حربا يكون فيها الخاسر الاستراتيجي هو “رأس أفعى الولاية”.