كيف استطاع الزبيدي ورفاقه وبعد عقود من الإحتلال والتدمير إعادة بناء مؤسسات الجيش الجنوبي باليمن؟
يحتفل الشعب الجنوبي اليوم الأحد بذكرى ال53 لتأسيس الجيش الجنوبي باليمن الذي تأسس في الأول من سبتمبر 1971م.
استطاع اللواء الزبيدي ورفاقه وبعد عقود من الإحتلال والتدمير إعادة بناء مؤسسات الجيش الجنوبي،ليعود قوة عسكرية منظمة أثبتت قدرتها على حماية الجنوب وتحرير أراضيه،وتمكن من تحقيق انتصارات ساحقة في مواجهة قوات الاحتلال وعصابات الإرهاب.
في ال30 من نوفمبر 1967م بدأ التاريخ الحديث للجنوب بإعلان الاستقلال وقيام جمهورية اليمن الجنوبية.
ورثت الدولة الجنوبية مؤسسة عسكرية منظمة،قامت بريطانيا بتأسيسها والإشراف على بناءها قبل أن تتفاجأ بانحياز هذا الجيش إلى صفوف الشعب الجنوبي وثورته ضد المستعمر البريطاني.
تمكن الجنوب من بناء جيش وطني احترافي أصبح يصنف ضمن أقوى جيوش المنطقة وكانت حربي 1972، و1979م مع جيش الجمهورية العربية اليمنية نموذجًا للقوة الساحقة للجيش الجنوبي حيث استطاع في كلا الحربين اكتساح الأراضي اليمنية وتدمير الجيش اليمني خلال ساعات.
شاركت القوات المسلحة الجنوبية في نصرة القضايا العربية وقضايا التحرر ومحاربة الاستعمار لكثير من الشعوب.
وقفت دولة الجنوب إلى جانب الشعب الفلسطيني حيث احتضنت الآلاف من الفلسطينيين وفتحت الكثير من مراكز التدريب لتأهيل المقاومة الفلسطينية وشارك الجيش الجنوبي في حرب 1973م ضد الإحتلال الاسرائيلي وقام بإغلاق باب المندب امام في وجه الدول الداعمة للكيان الصهيوني وفي عام 1982 ساهم الجيش الجنوبي في الدفاع عن لبنان وصد الهجوم الصهيوني.
في عام 1970م تم تأسيس أول كلية عسكرية في الجنوب في مدينة صلاح الدين بمديرية البريقى ووفي 1سبتمبر من عام 1971م تخرجت أول دفعة من الكلية العسكرية.
كان هذا اليوم حدثًا تاريخيًا في مسار تطور القوات المسلحة الجنوبية،ولهذا السبب تم إعلان هذا التاريخ كعيد لتأسيس الجيش الجنوبي وصل تعداد القوات المسلحة الجنوبية إلى ما يزيد عن 100000 ضابط وجندي بالإضافة إلى 60000 من القوات الشعبية والاحتياط العام وتوزعت هذه القوات على أكثر نن من 40 لواء نظامي بين مشاة ودبابات ومدفعية وصورايخ وقوى جوية وبحرية،و18دائرة تابعة لرئاسة الأركان و3كليات للجيش والشرطة،ومدرسة بحرية و12 مدرسة تخصصية.
بدأ مسلسل استهداف الجيش الجنوبي منذ اللحظة الأولى لإعلان الوحدة في 22 مايو 1990م وتعرضت القيادات العسكرية والسياسية الجنوبية لعمليات اغتيال واسعة حيث سقط اكثر من 150 قائدًا جنوبيًا خلال 4 سنوات وكان القوى الدينية المتطرفة ممثلة بحزب الإصلاح الإرهابي هي المنفذة لهذه العمليات القذرة بتمويل النظام الحاكم.
كان نظام الإحتلال اليمني قد أعد عدته لاستهداف الجنوب وتدمير الجيش الجنوبي حيث كان مشائخ الدين وقادة حزب الإصلاح يتحركون في مختلف الجهات للتحريض ضد الجيش والشعب الجنوبي وحشد نظام الاحتلال اليمني آلاف الإرهابيين العائدين من أفغانستان أو من يطلق عليهم الأفغان العرب بهدف مواجهة قوات الجيش الجنوبي معززين بالفتاوى الدينية التي تبيح إبادة الجنوبيين باعتبارهم كفار يجوز قتلهم،لتنتهي الحرب بسقوط الجنوب وتدمير جيشه وتسريح مئات الآلاف من عناصر من الخدمة وإحالتهم للتقاعد القسري.
ظلت جذوة المقاومة الجنوبية للاحتلال مشتعلة رغم حملات القمع والإرهاب التي شنها المحتل اليمني على كل جنوبي يرفض الظلم والقهر وفي عام 1996م تشكلت حركة تقرير المصير حتم والتي دشنت العمل المسلح ضد قوات الاحتلال فاندلعت مواجهات عسكرية شرسة وشن الإحتلال هجماته البربرية على المدن الجنوبية واعتقل الآلاف من المناضلين وصدرت الكثير من أحكام الإعدام وأهمها حكم غيابي بإعدام القائد عيدروس الزبيدي وفي عام 2011 تأسست المقاومة الجنوبية كنواة للجيش الجنوبي وقامت بتنفيذ عمليات عسكرية موجعة ضد الإحتلال وانخرط الآلاف من من منتسبو الجيش الجنوبي في صفوف المقاومة الجنوبية بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي وبدأت ملامح الجيش الجنوبي القادم تتشكل،وبدأ الجنوبيون يتطلعون نحو الحرية والاستقلال بأمل،بعد سنوات من الحراك السلمي الذي ووجه بعنف وقسوة بحيث سقط آلاف المتظاهرين شهداء وجرحى وامتلأت سجون الاحتلال بالأسرى والمعتقلين من ابناء الجنوب.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1