كيف تؤكد محافظة لحج بالسير قدما صوب مشروع استعادة الدولة الجنوبية خلف قيادة المجلس الانتقالي؟
تشهد محافظة لحج صباح يوم الثلاثاء إقامة مهرجان خطابي وفني بهيج دعت له قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن بالمحافظة للاحتفاء بالذكرى الـ "61" لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من على قمم جبال ردفان الشماء.
وأكدت قيادة انتقالي لحج بأن الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة الذي سوف يقام في الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء في القاعة الذهبية بمدينة صبر مديرية تبن، يأتي هذا العام في ظل أوضاع صعبة ومعقدة يعيشها شعب الجنوب وهي مناسبة للتذكير بالتضحيات التي قدمها أبناء الجنوب على محراب الحرية واستعادة الدولة منذ ستينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا وهي تضحيات لم ولن تذهب هدراء، بالإضافة إلى تأكيد أبناء محافظة لحج بالسير قدما صوب مشروع استعادة الدولة الجنوبية خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة باللواء القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن.
وأعلنت قيادة انتقالي لحج انتهاء كافة الترتيبات للاحتفاء بهذا الحدث المهم الذي سوف يرسل خلاله أبناء لحج رسائلهم للداخل والخارج ويؤكدون مواقفهم الرافضة لأي محاولات لشق الصف الجنوبي والمشاريع التي تنتقص من حقهم ولا تلبي تطلعاتهم في استعادة دولتهم الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة بحدودها المتعارف عليها قبل العام 1990م.
يذكر أن ثورة 14 أكتوبر 1963م، التي اندلعت شرارتها الاولى من جبال ردفان بمحافظة لحج ضد الاستعمار
البريطاني، تعد واحدة من أهم حركات التحرر الوطني في العالم العربي، وكانت هذه الثورة نتاج تراكم طويل من النضالات والإرهاصات، حيث سعى الشعب الجنوبي للتحرر عبر عقود من الزمن، مستخدمًا الوسائل السلمية في البداية ترافقها الانتفاضة الشعبية والقبلية المسلحة، ثم تحول نحو الكفاح المسلح المنظم كخيار حتمي بعدما ثبت عدم جدوى النهج السلمي في مواجهة القمع الاستعماري.
استمرت محاولات التحرر الوطني في الجنوب لعقود قبل اندلاع ثورة أكتوبر،في تلك الفترة، اتبعت القوى الوطنية وسائل مختلفة للضغط على الاستعمار البريطاني، منها النضال السياسي والمطالبات بالإصلاحات والحقوق، ومع ذلك، واجهت تلك المحاولات القمع المستمر من السلطات الاستعمارية، التي لم تكن مستعدة للتنازل عن السيطرة على الجنوب.
خلال خمسينيات القرن الماضي، بدأت تتشكل نواة الحركة الوطنية الجنوبية، والتي بدأت تدرك أن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق التحرر الوطني، ومع بداية ستينيات القرن العشرين، اتفقت القوى الوطنية الجنوبية على ضرورة تبني الكفاح المسلح كخيار أساسي، مستفيدة من التجارب التحررية في أماكن أخرى، خصوصًا في الجزائر وفيتنام.
انطلقت شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان الشامخة في عام 1963م، بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة، الذي أصبح رمزًا للتضحية والفداء في سبيل التحرر الوطني، في بداية أكتوبر، وقعت مواجهات مسلحة بين قوات الاستعمار البريطاني ومجموعة من الثوار بقيادة لبوزة، حيث قاد عمليات هجومية جريئة ضد قوات الاحتلال البريطانية، وكانت هذه المواجهات بمثابة الشرارة التي أشعلت الثورة في كافة أنحاء الجنوب.
مع استشهاد لبوزة في 14 أكتوبر 1963م، انتشر لهيب الثورة سريعًا من ردفان إلى باقي المناطق الجنوبية، حيث التحمت القبائل والجماهير مع الثوار في مواجهة الاستعمار،خلال السنوات الأربع التالية، استمرت المواجهات المسلحة بين الثوار وقوات الإحتلال البريطانية، في معارك امتدت من الجبال إلى المدن والقرى.
كانت الثورة الجنوبية جزءًا من موجة التحرر الوطني في العالم العربي خلال تلك الفترة، ووجدت دعمًا كبيرًا من دول عربية، وعلى رأسها مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، الذي قدم دعمًا ماديًا ومعنويًا للثوار، هذا الدعم لعب دورًا محوريًا في تقوية الحركة الوطنية الجنوبية وفي توسيع رقعة الكفاح المسلح.
كما أن التنظيم الدقيق للحركة الوطنية الجنوبية، وخصوصًا "الجبهة القومية لتحرير الجنوب"، كان عنصرًا رئيسيًا في استمرارية الثورة وتطورها. استطاعت الجبهة تنظيم صفوفها بشكل محكم، وتوجيه العمليات العسكرية والسياسية بما يضمن استمرار الزخم الثوري وتوسع رقعة المواجهة مع قوات الاحتلال الاستعمارية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1