السعودية تتبنى سياسة واقعية وذات مصداقية حيال قضايا الشرق الأوسط
انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، أولى جلسات التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، وهو التحالف المعنيّ بترجمة هدف إنشاء دولة فلسطينية مستقلة "تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل"، وفق ما أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في نهاية سبتمبر 2024.
حل الدولتين:
حل الدولتين هو حل واقعي مطروح للصراع العربي الإسرائيلي يقوم عن تنازلات مشتركة، تقضي بتراجع العرب عن مطلب تحرير كامل فلسطين، وعن حل "الدولة الواحدة" التي تصر عليهاإسرائيل.
ويقوم هذا الحل على أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان معًا، هما دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، وهو ما أُقِرَّ في قرار مجلس الأمن الدولي 242 بعد حرب 1967 وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين التاريخية المنصوص عليها في قرار التقسيم 181 لعام 1948.
اعتمد بعض الفلسطينيين هذه المبادئ في عام 1974 بالبرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها، حيث شكلت ما عرف بجبهة الرفض.
أصبح حل الدولتين فيما بعد مرجعية المفاوضات في اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
استراتيجية سعودية واضحة وصارمة:
احتضان الرياض لأول اجتماع للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين يجمع بين الموقف المبدئي للمملكة الداعم لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويعكس تحولًا في ديناميكيات السياسة الدولية ودور المملكة العربية السعودية في قيادة جهود السلام الإقليمية...وفي حل العديد من القضايا الدولية.
دور المملكة كقائد دبلوماسي في القضايا الإقليمية الكبرى يعكس رغبتها في أن تكون قوة فعالة للتغيير الإيجابي، بما يتوافق مع تطلعاتها الداخلية ضمن رؤية 2030.
لذلك اشترط وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في كلمته الافتتاحية إقامة الدولة الفلسطينية للمضي قدمًا في قضية التطبيع مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن دولًا كبيرة عدة بدأت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وأن المساعي جارية للاستمرار باعتراف باقي الدول.
ظلت المملكة تؤكد مواقفها الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني بدعمه معنويًا وماديًا وسياسيًا، وحرصها على مصلحة الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه المشروعة.
وفي نفس الوقت قادت المملكة دبلوماسية فعالة ونشطة من خلال العديد من المبادرات الواقعية.
موقف المملكة من قضية فلسطين ثابت لا يتزحزح عبر تاريخها المجيد، فمنذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، وقفت المملكة في مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية تأييدًا لمناصرة الشعب الفلسطيني.
في ثمانينات القرن المنصرم، وتحديدًا طرح «مشروع فهد للسلام» عام 1981، الذي تحول إلى «مبادرة السلام العربية» عام 2002.
وهكذا تميزت السياسة السعودية بالثبات والمصداقية والواقعية.