في ذكرى نوفمبر.. كيف استطاعت دولة جنوب اليمن أن تحقق إنجازات كبيرة؟
#نوفمبر_مجيد_استقلالنا_يتجدد.. استطاعت دولة جنوب اليمن أن تغير من واقع الجنوب المزري لتحقق إنجازات كبيرة في مجالات التعليم والصحة والبناء والتعمير وبناء مؤسسات الدولة ومكافحة الفقر وتبني دولة موحدة على أسس النظام والقانون والمواطنة المتساوية منهية عهود من التشرذم والتخلف والصراعات الداخلية التي عمل الإستعمار البريطاني على تأجيجها خدمة لأهدافه في البقاء على أرض الجنوب.
توالت على عدن والجنوب بصورة عامة الكثير من القوى الطامعة والكثير من الدول المستعمرة ولقد كان من أهم تلك الدول هي الدولة التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا).
أرادات بريطانيا احتلال الجنوب بسبب موقعه الاستراتيجي خدمة لمخططاتها في السيطرة على طرق التجارة العالمية،وبناء قواعد عسكرية تتحكم بالمحيط الهندي والبحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب بالإضافة لميناء عدن وموقعه الاستراتيجي الذي يتوسط قارتي آسيا وإفريقيا
قامت بريطانيا ببعض المقدمات لاحتلال عدن فأرسلت في بداية الأمر الكابتن هينز أحد ضباط البحرية إلى منطقة خليج عدن في عام 1835 وذلك لمعرفة مدى صلاحية المنطقة لتكون قاعدة بحرية ومستودعا للسفن البريطانية وقد اشار هينز في تقريره إلى ضرورة احتلال عدن لأهميتها الإستراتيجية. كان لأبد للانجليز من عدن يبررون له احتلالهم لعدن وقد ساقت لهم الصدف حادثة استغلوها استغلالا جما ففي عام 1837 جنحت سفينة هندية (دوريادولت) ترفع العلم البريطاني بالقرب من ساحل عدن وادعا الإنجليز ان سكان عدن هاجموا السفينة ونهبوا بعض حمولتها وان ابن سلطان لحج وعدن كان من المحرضين على نهب السفينة.
وهنا كان لا بد للانجليز من استغلال هذه مضى حوالي شهر من وقعها عندما زادت اهميته بريطانيا للسيطرة على البحر الأحمر وجعل عدن كمحطة تعمل على تمويل سفنه بالوقود وجعلها قاعدة عسكرية تهيمن على المنطقة العربية ككل فنلاحظ عندئذ قائد السفينة في البحر الأحمر كتب إلى مدير البحرية الهندية في 6 يوليو 1837 كتب إليه التقرير التالي (يشرفني ان اعلمكم إنه لدى وجودي في عدن خلال شهر ابريل تبينت أن البضاعة التي تمت استعادتها من السفينة المحطمة (دريادولت) التي تحمل العلم الإنكليزي والعائدة إلى مدارس كانت مطروحة في السوق بأقل من ثلث قيمتها).
وهنا بعد هذه الرسالة التي كتبها (كوماندر هينز) تحقق لنا مدى نوايا الإنجليز في الاستيلاء على عدن وتتطور الامور وترسل الحكومة البريطانية الكابتن هينز لاجراء مفاوضات مع سلطان لحج ولكنها باءت بالفشل بعد محاولة سلطان لحج اعاده البضائع المسروقة ودفع قيمته ما تلف اوباع منها إلا أن هينز لما يوافق لأن بريطانيا كانت تريد عدن نفسها.
وفي عام 1839 نفسه اعدت حكومة الهند البريطانيا الإجراءات للاستيلاء على عدن وقامت ببعض المناوشات بين العرب في عدن وبعض جنود السفن البريطانية المسلحة التي رابطت بالقرب من ساحل عدن انتظارا لوصول السفن الباقية والتي تحمل ثلاثة ايام في 19 يناير 1839 قصفت مدفعية الاسطول البريطاني مدينة عدن ولم يستطع الأهالي الصمود امام النيران الكثيفة وسقطت عدن في ايدي الإنجليز بعد معركة غير متكافئة بين اسطول وقوات الامبراطورية البريطانية من جانب وقوات السلطنة العبدلية من جانب آخر
لم يستسلم الشعب الجنوبي للاحتلال وضلت جذوة المقاومة ورفض الاحتلال مشتعلة في الجنوب رغم لجوء الاستعمار إلى استخدام اساليب متعددة في محاولته لكسب رضا الجنوبيين،وكانت هذه الأساليب تتراوح بين اللين ومحاولة الاستعمار تلميع نفسه وإظهاره بمظهر الحريص على تنمية الجنوب وحماية الشعب،وبين العنف المفرط وحملات الاعتقالات والمداهمات وتدمير المنازل متى ما شعر المحتل بخطر يهدد بقاؤه.
أنطلقت الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر في الجنوب في 1963 ضد الاستعمار البريطاني، وذلك من جبال ردفان، بقيادة راجح لبوزة وشنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل. واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية.
نفذ خليفة عبد الله حسن خليفة في 10 ديسمبر 1963 عملية فدائية بتفجير قنبلة في مطار عدن في إطار الكفاح ضد الاحتلال البريطاني، وأسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضًا بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الذين كانوا يهمون بصعود الطائرة والتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن الحفاظ على المصالح الإستراتيجية لها في عدن. وكانت هذه العملية الفدائية التي أعاقت هذا المؤتمر هي البداية التي نقلت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني من الريف إلى المدينة.
وفي 11 ديسمبر 1963 صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، قضى بحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني. وفي عام 1965 اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقًا لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان
أعلن وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) في 14 نوفمبر 1967 أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال للجنوب العربي في 30 نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968، كما كان مخططًا له سابقًا.
بدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية في 21 نوفمبر 1967 من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من الجنوب وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.
بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن في 26 نوفمبر 1967، وغادر الحاكم البريطاني هامفري تريفليان.
وفي 30 نوفمبر 1967 تم جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن، وإعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، بعد احتلال بريطاني دام 129 عامًا، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم، وتولى أمين عام الجبهة قحطان محمد الشعبي رئاسة الجمهورية وشكلت أول حكومة برئاسة قحطان الشعبي.
غير الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م وجه الجنوب إلى الأبد حيث عملت دولة الجنوب بعد الاستقلال على تبني خطط شاملة للنهوض بالجنوب وشعبه والدفع به في طريق الحرية والتقدم وبناء مؤسسات الدولة القوية التي تحكمها الأنظمة والقوانين.
قطعت الدولة الجنوبية رغم عمرها القصير خطوات كبيرة في مجالات التعليم والصحة والبناء والتعمير وتوفير العيش الكريم للشعب ومحاربة الأمية والأمراض واستطاعت أن تسن قوانين تمثل أعلى درجات المساواة بين مختلف فئات الشعب.
سادت دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية بين جميع فئات الشعب في الجنوب،وكانت الجنوب من أقل دول العالم في مؤشرات الفساد ومن أعلى الدول في النزاهة والشفافية وغياب المحسوبية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1