بالجبهة الأمنية والصعيد السياسي.. كيف انتصر الانتقالي الجنوبي لقضية شعب جنوب اليمن؟
في 30 نوفمبر 1967م، حقق شعب الجنوب حلمه في الحرية بعد عقود طويلة من الاستعمار البريطاني الذي بدأ في عام 1839م.
حيث كانت عدن أول مدينة يتم احتلالها، قبل أن تمتد سيطرة بريطانيا إلى معظم مناطق الجنوب، شهدت تلك الفترة سلسلة من الانتفاضات الشعبية والمقاومة المستمرة ضد الاحتلال البريطاني، والتي تولدت منها ثورة 14 أكتوبر 1963م التي كانت البداية الفعلية لوضع حد للوجود الاستعماري في الجنوب.
وبفضل تضحيات شعب الجنوب، سواء في ميادين القتال أو في الساحات السياسية، تم إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، بعد أن توحدت القوى الوطنية لتحرير الجنوب، وهي اللحظة التاريخية التي لا تزال تذكرها الأجيال الجنوبية بفخر واعتزاز كبيرين.
اليوم، يواجه الجنوب تحديات جديدة تتمثل في العدوان الحوثي المدعوم من إيران، فضلًا عن التهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش"، ولكن، قواتنا المسلحة الجنوبية، التي وُلِدت من رحم المقاومة الجنوبية، أثبتت قوتها وقدرتها على التصدي للأخطار والتحديات، وتواصل تحقيق الانتصارات في مختلف الجبهات.
ففي السنوات الأخيرة، تمكنت قواتنا المسلحة الجنوبية من تحقيق سلسلة من الانتصارات العظيمة ضد مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، التي تسعى لفرض سيطرتها على أراضي الجنوب. ولعبت قواتنا الجنوبية دورًا محوريًا في تحرير العديد من المناطق، من أبرزها تحرير محافظة شبوة في 2022م، واستعادة العديد من المناطق الاستراتيجية في حضرموت وأبين ولحج.
على الجبهة الأمنية، واصلت القوات الجنوبية تعزيز الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب ومنها العاصمة عدن، مما جعل الجنوب نقطة ارتكاز للأمن في مواجهة التهديدات الإرهابية، وقد أثبتت العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الجنوبية أنها تتمتع بكفاءة عالية وقدرة على الدفاع عن الأرض والسيادة الوطنية.
على الصعيد السياسي، تحقق القيادة الجنوبية تحت رئاسة اللواء عيدروس الزبيدي خطوات مهمة على المستوى الدولي، فقد نجحت القيادة السياسية في إيصال صوت القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية، حيث عملت على تحشيد الدعم العربي والدولي لقضية شعب الجنوب، كخطوة متقدمة للدفع بالمجتمع الدولي للاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.
وقد قامت القيادة الجنوبية بتوطيد العلاقات مع العديد من الدول العربية والدول الغربية، كما لعبت دورًا فاعلًا في تحريك ملف قضية شعب الجنوب في محافل الأمم المتحدة، ومن أبرز الإنجازات السياسية للقيادة الجنوبية هو التأكيد على وحدة الصف الجنوبي في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب الذي أصبح يمثل إرادته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية.
إن الذكرى الـ 57 للاستقلال تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يشهد الجنوب حركة تغيير كبيرة على المستويين العسكري والسياسي، ففيما كان الجنوب في عام 1967 يسعى لتحقيق الاستقلال من الاستعمار البريطاني، ها هو اليوم يتطلع إلى تحقيق سيادة كاملة على أرضه واستكمال مشروع بناء دولة الجنوب.
تُجسد هذه الانتصارات العسكرية والسياسية رؤية القيادة الجنوبية، التي تعكس التزامًا ثابتًا بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم، ومع استمرار النضال العسكري في جبهات القتال ضد المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، لا يزال شعب الجنوب على العهد في مسيرته نحو تحقيق الاستقلال الكامل، وتحقيق تطلعاته في بناء دولته الفيدرالية كاملة السيادة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1