الأربعاء 05 فبراير 2025
booked.net

نقاط التقاء وافتراق العلاقات بين تركيا وإسرائيل

أردوغان
أردوغان

تقيم تركيا علاقات مع إسرائيل منذ عام 1949. وكانت تركيا من أولى الدول التي اعترفت بإسرائيل، إذ اعترفت بها يوم 28 مارس 1949 بعد أقل من عام على تأسيسها يوم 14 مايو 1948.


شهدت العلاقات بين البلدين مدا وجزرا...لكنها كانت تتطور إلى الأمام، وترقى إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.


عند الحديث عن التحالف التركي ـ الاسرائيلي فان البعض يركز على التحالف باعتباره علاقة بين طرفين، وان هدفه يكاد يقتصر على ما يتصل بالعلاقة فيما بينهما، غير ان الامر يتعدى العلاقات الثنائية التركية ـ الاسرائيلية،ليظهر الاساس في التحالف طابعه الاقليمي، بمعنى أن بنيته وأهدافه تشمل كل الدول المحيطة والقريبة من إسرائيل وتركيا، ويمتد ليشمل في الابعد من ذلك إلى حيث تتلاقى المصالح التركية ــ الإسرائيلية. 

والبعد السياسي لهذا التحالف يكمن في ثلاث نقاط أساسية:


أولا: تأكيد كل من تركيا واسرائيل روابطهما وانتماءهما إلى الغرب، سوى من خلال التوجهات التركية التي تؤكد روابط تركيا بأوروبا، أو من خلال الانتماء الفعلي الإيديولوجي السياسي والبشري الاكثرية اليهودية في إسرائيل إلى الغرب. 


ثانيا: العلاقات الوثيقة سياسيا وعسكريا التي تربط كل من تركيا واسرائيل بالولايات المتحدة، مما يجعل البلدين كلتيهما في اطار الاستراتيجية الامريكية بصدد الشرق الاوسط اولا وفي الابعد منه ثانيا.


وثالث نقاط البعد السياسي للتحالف الاسرائيلي ــ التركي الاقليمي، يتمثل في تأزم علاقات الطرفين مع دول الجوار الاقليمي، حيث إن العداء مازال السمة الاساسية لعلاقات اسرائيل مع أغلب الدول العربية اضافة إلى استفحال العداء  بين إسرائيل وايران.


ومن الجهة الاخرى فان لتركيا سياسة خارجية تتصف بالعداء والاختلاف إزاء مجموعة من دول الجوار ومنها سوريا والعراق وإيران ولبنان ويمتد هذا الموقف إلى الجوار الأوروبي أيضًا وبخاصة مع كل من اليونان وأرمينيا والجمهورية القبرصية. 

ويستند واقع العداء والاختلاف التركي ــ الاسرائيلي مع المحيط الاقليمي إلى أطماع إسرائيلية تركية تلخصها الرغبة في سياسة الهيمنة لاحكام القبضة على المنطقة من خلال الاستراتيجية الامريكية التي تلحظ دورًا لإسرائيل وتركيا ومن خلال تحالف تقوده واشنطن. 


وإذا دققنا في موضوع التعاون المشترك الأمني ــ العسكري ونتائجه، فيمكن إبراز أهم خطوطه في المجال الإقليمي وفقا لنقاط اهمها:


1- القيام بعملية رصد استراتيجي للدول المحيطة بكل من تركيا واسرائيل، وتشمل عملية الرصد الاستراتيجي منطقة الخليج العربي ودول شمال افريقيا، وتسير عملية الرصد عبر حلقات تتواصل من القمر الصناعي الاسرائيلي، إلى الرصد الجوي وصولا إلى نشاط الاستخبارات الإسرائيلية والتركية، خاصة وأن للأخيرة غطاء توفره العلاقات القائمة بين الدول المحيطة وتركيا.


2- إقامة قواعد عسكرية تركية في بعض المناطق وهي غطاء لقواعد مشتركة تركية ــ إسرائيلية وأحيانا قواعد إسرائيلية يغطيها (الاتفاق التركي ــ الاسرائيلي. 


ان الهدف الأساسي للتعاون التركي ــ الإسرائيلي في بعده الإقليمي وإن ركز على المصالح المشتركة لطرفيه وهي مصالح ذات أبعاد متعددة استراتيجية وسياسية أمنية وعسكرية، فان تلك المصالح ترتبط بسياق عام يجمع المصالح التركية ــ الإسرائيلية مع مصلحة الولايات المتحدة والتي ترسم حدود استراتيجيتها في الشرق الاوسط.


ذروة التعاون والتحالف بين الدولتين الاسرائيلية والتركية كانت خلال السنوات والأشهر الماضية حول التعامل مع الملف السوري ومع كل من إيران وروسيا.


مع ذلك توجد بين الدولتين خلافات ومنافسة قد تصل حدتها إلى القطيعة وربما العداوة.