ترصد الإشعاع النووي.. قصة الإنتشار النادر للطائرة الأمريكية بوينغ دبليوسي-135
تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في إظهار الوجه غير المألوف لبعض دول العالم أمام بعض، فبينما تعزز روسيا من تواجدها العسكري على حدودها الشرقية أمام جارتها أوكرانيا، تستعد كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لمواجهة أية أخطار نووية قد تنجم عن غزو روسيا لأوكرانيا فيما يتعلق بالحرب النووية بين القوتين الأعظم في العالم.
وإزاء تلك المخاوف، وصلت وصلت طائرة أميركية مختصة بمراقبة التلوث الإشعاعي، إلى المملكة المتحدةً، في حالة من الإنتشار العسكري النادر لذلك النوع من الطائرات التي لا تظهر إلا في حالات نادرة، إلا أن تلك الطائرة لم يتم الكشف أهدافها.
وقالت مجلة الدفاع البريطانية في تقرير لها، أن الطائرة الأمريكية قادرة على حمل رؤوس نووية، وهي قادرة على مراقبة أماكن التلوث الإشعاعي، وأطلق عليها اسم "بوينغ دبليوسي-135 كونستانت فينيكس"، وهي طائرة مصممة لرصد النشاط الإشعاعي المرتبط باستخدام الأسلحة النووية.
ولم تذكر الولايات المتحدة الأمريكية ولا المملكة المتحدة عن السبب الرئيس وراء وصول ذلك النوع من الطائرات الأمريكية إلى بريطانيا، إلا أن مهام تلك الطائرة في السابق كانت ترتبط بالحصول على عينات جوية بشكل روتيني فوق الشرق الأقصى والمحيط الهندي وخليج البنغال (أكبر خليج مفتوح في العالم) والبحر المتوسط والمناطق القطبية وقبالة سواحل أميركا اللاتينية وإفريقيا.
ومشهور عن الطائرة المذكورة أنها لا تبقى عادة في منطقة معينة لفترة طويلة قبل العودة إلى الولايات المتحدة، وفق المجلة التي شددت على أن "هذا الانتشار للطائرة يعد انتشارًا نادرًا.. وكانت آخر زيارة لمثل هذه الطائرات إلى المملكة المتحدة في أغسطس من العام الماضي".
وفي العام 2017 كان قد تم نشر طائرة في سلاح الجو الملكي البريطاني في ميلدنهال (شرق البلاد)؛ للقيام بمهام فوق أوروبا بعد أن اكتشفت محطات جودة الهواء في جميع أنحاء القارة آثارًا لليود 131 المشع.
ومع هذا الظهور النادر غير مُحدد الهدف منه بشكل رسمي، تحدثت تقارير إعلامية روسية عن أسباب مرجحة. وذكر موقع "ديفينس إكسبريس" الروسي، أن وصول الطائرة الأميركية WC-135W "قد يكون مرتبطا بالتدريبات المحتملة لـلثالوث النووي للاتحاد الروسي.
و "الثالوث النووي" مصطلح يشير إلى مجموعة مركبة من الأسلحة الفتاكية مثل "قاذفة القنابل الاستراتيجية، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الغواصات"، وهي طرق إطلاق الأسلحة النووية من الخزينة النووية الاستراتيجية في روسيا.
وأفاد الموقع بأنه لم يتم الكشف الموعد المحدد لبدء هذه التدريبات المحتملة، بينما تكتفي المصادر الروسية المفتوحة بالإشارة إلى أنه سيكون في بداية العام الجاري 2022 دون تحديد شهر محدد، إذ يتم الاحتفاظ بسرية بيانات برنامج التدريب.
ويُطلق على بوينغ دبليوسي-135 كونستانت فينيكس، لقب "طير الطقس" أو "الشمّام" نظرًا لقدرتها على "شم" أو رصد التلوث الإشعاعي؛ ذلك أنها تُستخدم بشكل أساسي في جمع عينات من الغلاف الجوي للكشف التفجيرات النووية.