دعوات للتجاهل وضغوط لإقامتها بموعدها.. لمن تكون كلمة الحسم في الانتخابات اللبنانية؟
لا يزال الشعب اللبناني هو الخاسر الوحيد من حالة الضبابية والتخبط السياسي التي تعيشه البلاد، في ظل الجمود الحكومي وفشل القوى السياسية بالتوافق على تشكيل حكومة لإنقاذ لبنان الغارق في أزماته.
بينما يستغل حزب الله وعدد من الموجودين في السلطة من الوضع السياسي القائم في البلاد، والفراغ الذي تركه سعد الحريري رئيس تيار المستقبل والذي يمثل طائفة السنة عقب انسحابه من الحياة السياسية وتعليق نشاطه.
كما فاقمت مساعي حزب الله والمحسوبين عليه بالترويج بأن الانتخابات النيابية المرتقبة في مايو المقبل لن تقدم جديدًا من حدة الأزمة، في محاولة فاشلة لتأجيل الاستحقاق الانتخابي؛ للتغلب على مخاوفها من فقدان الأغلبية البرلمانية، عقب تراجع الكثير من حلفائه.
ومن ناحية أخرى، عقد عدد من السفراء الغربيين لقاء دبلوماسيًا حول استعدادات الدولة اللبنانية لإقامة الاستحقاق الانتخابي في موعده، وسط إطلاق دعوات تحذيرية من محاولات تعطيل الماراثون الانتخابي.
وشجب البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي، كل محاولات تأجيل الانتخابات، مذكرًا بأن النواب هم موكلون من الشعب ولا يحق لهم تجديد وكالتهم بلا إذن من الشعب، داعيًا إلا يستخدم قرار الحريري كذريعة للدعوة إلى تأجيل الانتخابات.
الجدير بالذكر أنه منذ نهاية عام 2019 وحتى الآن تعاني لبنان من أسوأ أزمات الركود الاقتصادي في العالم، والتي تفاقمت بسبب الديون خاصة في أعقاب الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، حيث يعيش نحو 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر.
ويأتي ارتفاع تلك النسب بالتزامن مع زيادة نسب التضخم وانهيار القدرة الشرائية للمواطن، في ظل فقدان الليرة اللبنانية قيمتها أمام الدولار الأمريكي، وسط عمليات استشراء عمليات الفساد وسوء الإدارة في الأزمات، فضلًا عن شح الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى.