السقوط المدوي.. ما أدلة انهيار تنظيم الإخوان في شمال إفريقيا؟
يمكن وصف الوضع الحالي للإخوان بأنه السقوط الأخير للجماعة التي تعاني من ضربات متلاحقة على مدار الأشهر الماضية، التضييق الأوروبي الغير مسبوق عليها وحظر أنشطتها في عدة دول، بسقوط حركة النهضة في تونس، وقبلها الجزائر وليبيا، يسقط أخر ما تبقى للتنظيم الدولي للإخوان.
حركة النهضة في تونس
بعد إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد، حل المجلس الأعلى للقضاء معتبرًا أنه يخدم أطرافًا معينة بعيدًا عن الصالح العام، وقال في زيارة لمقر وزارة الداخلية: ليعتبر هذا المجلس نفسه في عداد الماضي، ولأنه أصبحت تباع فيه المناصب بل ويتم وضع الحركة القضائية بناء على الولاءات، وبتلك الإجراءات يواصل الرئيس التونسي قيس سعيد قراراته التاريخية ضمن مساعيه لتطهير تونس ومؤسساتها من الوجود الإخواني، فقرر حل المجلس الأعلى للقضاء، وذلك بعد تأخرهم بإصدار الأحكام بقضايا الفساد والإرهاب، وتحكم حركة النهضة في المجلس وقراراته.
وهناك العديد من المؤشرات التي تؤكد بإقتراب محاسبة قيادات حركة النهضة على جرائم الفساد والإرهاب والتي سيعاقب فيها أبرز القيادات، حيث بدأت تونس إجراءات محاسبة قيادات حركة النهضة والتي طالت رفيق عبد السلام صهر الغنوشي، وذلك لتورطه في الإساءة للدولة التونسية.
ولكن هددت الحركة بالتصعيد في الشارع التونسي، في محاولة فاشلة منها مرة أخرى للاستقواء بالشارع، وذلك منذ القرارات التاريخية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو من العام الماضي.
إخوان ليبيا
تلقى تنظيم الإخوان في ليبيا عام 2021 العديد من الضربات القاسية التي حاول الالتفاف عليها بانشقاقات وهمية وخداع تغيير المسميات.
وبعدما قرر الليبيون خوض الحوار السياسي والاقتصادي والأمني، بضغوط دولية، سارع تنظيم الإخوان لخداع الليبيين، والظهور بالأسماء المختلفة أو الانشقاق عن التنظيم الأم.
ولكن خسر التنظيم في الانتخابات البلدية في حي الأندلس وسواني بن آدم في طرابلس الكبرى، وتلقى التنظيم الخسارة نفسها في انتخابات بلديتي تاجوراء وصبراتة، التي انتفضت ضد الإخوان، رغم استنفارهم كل قواهم لحسم الانتخابات لصالحهم.
وانتخب حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، القيادي المتطرف عماد البناني رئيسًا جديدًا للحزب في ليبيا خلفًا لرئيسه السابق ومؤسسه محمد صوان.
وبعدها تم إعلان عدد من القيادات التنفيذية في الحزب استقالاتهم، فاضطر عناصر التنظيم إنشاء حزب جديد، يضم قيادات التنظيم المستقيلة وهو "الحزب الديمقراطي الليبي".
وأعلن التنظيم تغيير اسمه في ليبيا، حل الجماعة والتحول إلى جمعية تدعي أنها إصلاحية تحت مسمى، "الإحياء والتجديد".
وخرجت العديد من المظاهرات الشعبية في ليبيا رافضة لنهج الإخوان ومتمسكة بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، وأنه لا مستقبل للتنظيم في المشهد السياسي الليبي، ولم ينجح تنظيم الإخوان الإرهابي في الفوز بالثقة الشعبية الليبية.
إخوان الجزائر
كتبت نهايته الإخوان السياسية في الجزائر عام 2021، وتم وضع حدًا لتجارتهم بالدين، وتأكد الجزائريون ومحيطهم الخارجي بأن "قوة الإخوان الشعبية والسياسية" لم تكن إلا وهمًا.
وبعد نكسة الإخوان بالمحليات ومن صناديق الاقتراع، عادت تيارات الإخوان إلى أحجامها الطبيعية، وأفرزت نكسات وخيبات وهزائم تاريخية.
وكان موعد الانتخابات التشريعية هي الهزيمة الأكبر لجماعة الإخوان، فمن أصل 407 مقاعد نيابية، حصلت 3 تيارات إخوانية على 114 مقعدًا، وهو ما يمثل 22% من إجمالي مقاعد البرلمان الجزائري، بينهم الحزب المسمى "جبهة العدالة والتنمية" الذي يقوده الإخواني عبدالله جاب الله، وتعرض ذلك الحزب لأكبر هزيمة في تاريخه بحصوله على مقعدين اثنين فقط، بعد أن تعدت مقاعده في البرلمانات السابقة 10.
ويؤكد دخول جماعة الإخوان للبرلمان الجديد سقوطها تدريجيًا في الساحة السياسية، ونكسة جديدة ألمّت بها، بعد أسابيع من خطابات الدعاية وأقاويل سنكون القوة الأولى والمهيمنة.