ازدواجية أردوغان.. تناقضات تكشف انبطاح الرئيس التركي أمام الإمارات
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الانبطاح أمام الدول العربية وخاصة الإمارات العربية المتحدة، لإنقاذه من سلسلة الإخفاقات التي يعيشها أردوغان بسبب السياسات الفاشلة التي يصر عليها بإدارة اقتصاده، فضلًا عن تلاعبه في أسعار الفائدة.
ويعيش الاقتصاد التركي حالة من الفشل غير المسبوقة في عهد الرئيس أردوغان وحزبه الحاكم لم تعرفها البلاد من قبل، حيث قفز مستوى التضخم السنوي لأعلى مستوى له بالعقدين الأخيرين لـ114% بما يفوق ضعف المعلن رسميًا، في ظل إصرار الرئيس التركي خفض أسعار الفائدة.
كما يظل اقتصاد أردوغان في وضع من عدم اليقين بسبب تخبط السياسة الاقتصادية، وارتفاع مستويات الدين الخارجي العالية، نتيجة للتوترات الجيوسياسية والمواقف العدائية وحرب التصريحات التي يطلقها أردوغان.
وبعد تدهور الأوضاع في أسواق المال التركية، تعتزم تركيا طرح سندات دولية لأول مرة منذ انهيار الليرة التركية، لسداد ديون تبلغ نحو ملياري دولار تستحق السداد نهاية فبراير الجاري، كما أنهت الليرة العام الماضي بتراجع تزيد نسبته عن 40% مقارنة بالعام الماضي.
ورغم الاتهامات الزائفة والحملات الإعلامية الشرسة التي قادها أردوغان ضد دولة الإمارات والتي كان آخرها عقب توقيع الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي يمثل خطوة هامة لوقف ضم أراضي فلسطينية لإسرائيل واستئناف عملية السلام، إلا أنه تناسى كل ذلك ليؤكد على ضرورة الارتقاء في علاقات بلاده مع الإمارات.
كما أطلق الرئيس التركي رسائل وتصريحات إيجابية حول علاقات بلاده مع الإمارات، ليؤكد ثقته في زيادة مجالات التعاون بين البلدين وإتاحة الفرصة بعلاقات تعاون أكثر، قبل أيام من زيارته المرتقبة إلى الإمارات الشهر الجاري.
وذلك في محاولة يائسة منه، بالتزامن مع تفاقم الأزمات الاقتصادية وقرب موعد الانتخابات الرئاسية وانهيار شعبية أردوغان بالشارع التركي، فضلًا عن اندلاع أعمال شغب في جميع أنحاء البلاد، احتجاجًا على غلاء المعيشة وتردي الأوضاع الاجتماعية.
الجدير بالذكر أن أردوغان كان قد هدد بسحب السفير التركي من العاصمة الإماراتية أبوظبي وتعليق العلاقات الدبلوماسية عقب اتفاقية السلام التي وقعتها الإمارات، بينما اليوم يتطلع الرئيس التركي لتعزيز العلاقات بين بلاده وإسرائيل للخروج من أزماته الاقتصادية.