العراق.. احتجاجات بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية
تظاهر المئات، اليوم الأربعاء، في مدينة الناصرية في جنوب العراق احتجاجًا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية إثر الحرب في أوكرانيا، ما تسبب في معاناة شريحة واسعة من السكان في بلد يواجه نسبة فقر وبطالة مرتفعين.
ومنذ الصباح تجمع أكثر من 500 محتج في ساحة الحبوبي حيث لا تزال ترتفع صور شباب قضوا خلال قمع تظاهرات أكتوبر.
ودفع ارتفاع الأسعار الحكومة في جلستها الثلاثاء إلى اتخاذ اجراءات للحدّ من الأزمة في بلد تبلغ نسبة البطالة بين شبابه 40%، وثلث سكانه البالغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة يعانون من الفقر.
ومن الاجراءات أيضًا وفق بيان لمجلس الوزراء "تصفير الرسم الجمركي على البضائع الأساسية من مواد غذائية، ومواد بناء ومواد استهلاكية ضرورية لمدة شهرين، وإعادة النظر في القرار بعد معاينة الأزمة".
وقال المتحدّث باسم وزارة التجارة العراقية محمد حنون إن أكثر المواد الغذائية التي تأثرت بالأزمة هي "أولًا زيت الطعام، لأن هناك أزمة كبيرة في العالم لأن أوكرانيا لديها ثقل كبير في موضوع الزيوت وأيضًا الحنطة".
وأثّرت الأزمة كذلك على "إنتاج القطاع الزراعي"، كما قال، لأن "السماد الكيمياوي المستخدم في الزراعة أغلبه أوكراني".
وشهدت محافظة بابل في وسط العراق أيضًا تظاهرةً الثلاثاء احتجاجًا على ارتفاع الأسعار، تخللتها أعمال عنف أدت لإصابة ناشط بجروح خطيرة نتيجة تعرضه للضرب، وفقا لمصادر أمنية وطبية، وهو يقبع في المستشفى وحالته مستقرة.
وشهد العراق في الأسبوع الأخير ارتفاعًا ملحوظًا لأسعار المواد الغذائية الرئيسية لا سيما الطحين والزيت، وباتت المسألة محور النقاش العام في الآونة الأخيرة في بلد غني بالنفط شهد في أكتوبر 2019 تظاهرات ضد الفساد، والبطالة، وتردي الوضع الاقتصادي، وتدهور البنى التحتية، والفساد.
وسجلت الأسواق المحلية صعودا غير مسبوق بأسعار بعض المواد الغذائية، حيث ارتفع إلى أكثر من ضعف سعرها الذي كانت عليه الحال قبل يومين أو ثلاثة، إذ ارتفع سعر لتر الزيت إلى نحو 5 آلاف دينار بعد أن كان يباع بنصف هذا السعر. وتتخوف بعض الجهات الحكومية من أن تؤدي زيادة الأسعار والتذمر الشعبي المرتبط بها إلى انطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية.
وتيرة ارتفاع الأسعار المتواصلة منذ بضعة أيام، دفعت الحكومة ورئيسها مصطفى الكاظمي إلى عقد اجتماع طارئ، أول من أمس، لاتخاذ خطوات عملية لمواجهة الأزمة. وذكر بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، أن الاجتماع «ناقش ضمان تحقيق الأمن الغذائي وجهوزية الوزارات؛ لتحقيق ذلك في ظل أزمة الحرب الروسية - الأوكرانية، ووجه الكاظمي بأهمية تأمين الخزين الاستراتيجي للمواد الغذائية الأساسية، وتذليل العقبات التي تواجهها».