حرب المرتزقة بين أوكرانيا وروسيا.. هل تطيل آمد القتال؟
يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية ستشهد تداعيات جديدة في ظل مشاركة الجنود المرتزقة بها، بالتزامن مع فتح الباب أمامهم للمشاركة في تلك الحرب.
وقالت تقارير إن روسيا تقوم بتجنيد كتيبة جديدة من المرتزقة الروس للقتال في أوكرانيا، كما قال سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي إن نحو ستة عشر ألف مقاتل من الشرق الأوسط أبدوا استعدادهم للمشاركة في القتال في صفوف الجيش الروسي.
وأضاف وزير الدفاع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطي أوامر بالسماح لمقاتلين من الشرق الأوسط المشاركة في الحرب الجارية، وأكدت مصادر عسكرية لبي بي سي أن مقاتلين من المرتزقة الروس أرسلوا بالفعل إلى أوكرانيا.
وأعلن الكرملين أنه "سيُسمح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا"، في قرار رد عليه الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي بالقول: "روسيا ترسل مرتزقة سوريين إلى بلادنا، هؤلاء لا يعرفون حتى الفرق بين اللغة الروسية والأوكرانية، ولا يعرفون الفروق بين كنائسنا. سنواصل الدفاع عن بلادنا ضد كل من يعتدي عليها".
واستطلعت القناة التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، يومي الأربعاء والخميس، آراء جنود في الجيش السوري وسوريين آخرين يقيمون في مناطق النظام السوري، حيث أبدوا دعمهم للغزو، وقالوا إنهم يرغبون للقتال إلى جانب الجيش الروسي، حسب مقاطع مصورة نشرت على الموقع الرسمي لها.
كما تستخدم روسيا قنوات التواصل الاجتماعي ومجموعات الرسائل الخاصة لتجنيد لواء جديد من المرتزقة للقتال في أوكرانيا إلى جانب الجيش، فتم الاتصال بالعديد من قدامى المحاربين في منظمة "فاغنر" الروسية السرية على مجموعة "تلجيرام" الخاصة. تمت دعوتهم إلى نزهة في أوكرانيا.
والرسالة التي تم إرسالها على التيلجرام تناشد أصحاب السجلات الجنائية والديون والممنوعين من مجموعات المرتزقة أو الذين ليس لديهم جواز سفر خارجي للتقدم بطلب، وتضمنت الرسالة أيضًا أن أولئك الذين ينتمون إلى المناطق التي تحتلها روسيا في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وشبه جزيرة القرم - مدعوون بحرارة.
والوحدات الجديدة التي يتم تجنيدها لم يعد يشار إليها باسم "فاغنر"، ولكن تم استخدام أسماء جديدة مثل "ذا هوكس"، كما أن المجندين الجدد يتم وضعهم في وحدات تحت قيادة ضباط من وحدة المخابرات العسكرية الروسية التابعة لوزارة الدفاع.
وفي هذا الشأن، يقول المراقبون إن مشاركة المرتزقة في الحروب بشكل عام تطيل أمدها، لأن هؤلاء المرتزقة هدفهم الأساسي المال وحال انتهاء الحرب سينقطع المال، وبالتالي يحاولون بشتى الطرق إطالة أمد الحرب من أجل استمرار تدفق الأموال إليهم.
ويضيف المراقبون أن المرتزقة يتبعون دول مثل قطر وتركيا وإيران بشكل غير مباشر وحال دخولهم أي دولة تتحكم تلك الدول بهم، وفي حالة رغبة الدول في عدم إنهاء الحرب قد تمولهم من الباطن ليعملوا على إطالة أمد الحرب.