روسيا تعرقل الوصول لإتفاق إيران النووي
مطلب مهم كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.. ففي ظل المحادثات الشاقة التي أجراها الغرب بمشاركة روسيا والصين مع إيران حول الوصول إلى إتفاق يحد من قدرة إيران النووية، لجأت روسيا إلى وضع عصا في العجلة أثناء دورانها... ففي ظل حربها التي خاضتها ضد أوكرانيا ووسط الموج الهائج من العقوبات التي فرضتها أمريكا والغرب على روسيا لجأت روسيا بطلب لمفاوضات فيينا بالحصول على ضمانات لإستمرار تجارتها مع إيران.. وهو ما عقد المفاوضات التي كانت على وشك التوقيع الأخير.
تحاول روسيا أن تفتح لنفسها نافذة مع الأخرين، ولما وجدت جميع الأبواب موصدة أمامها بعد سلسلة العقوبات الإقتصادية التي أثقلت كاهل الإقتصاد الروسي في أول أيام حربها ضد جارتها أوكرانيا، حاولت موسكو الإستفادة من مشاركتها في مباحثات الاتفاق النووي وطالبت بنافذة وهامش حرية إقتصادية لها... وعلى الرغم من أن إيران تعتبر حليفًا لروسيا إلا أنها كما الغرب وواشنطن رفضت تلك الإملاءات الروسية وإعتبرتها "تدخلا خارجيًا" مرفوضًا.
هذا الموقف بالطبع وإن كان يعقد المفاوضات الإيرانية الغربية، إلا أنه ينم من ناحية أخرى عن رغبة روسيا في تحسين أوضاع إقتصادها من خلال إيران،، لكن الأزمة تكمن في أن مسودة الإتفاق التي وضعت على مائدة المفاوضات في فيينا لم تغفل الدول غير الصديقة لأمريكا وأوروبا.. وقد تضع أمريكا والغرب شروطًا لإيران لمنعها من إستئناف علاقاتها الإقتصادية مع روسيا بسبب الحرب.. لكن في النهاية هذا العالم لا يمكن توقع مجرياته على الإطلاق.