عمرو موسى: غزو روسيا لأوكرانيا أثر على مصر وهزّ صورة الأمم المتحدة أمام العالم
قال عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، إن العالم يمر بمرحلة قلق، حيث جاء القرن الحالي بتقدم في العلم وآمال وآفاق واسعة للبشرية، إلا أن الصعوبات والمشاكل التي شاهدناها -ولا نزال نعيشها- صارت تتراكم لتخلق وضعا مقلقا لنا جميعا، بدأت بوباء غير مسبوق أظهر عجز العالم وعدم القدرة على التصدي له، إلى جانب تغير المناخ، ومنها تآكل الشواطئ واختفاء الثلوج، الأمر الذي سيؤدي إلى الكثير من الأخطار التي ستهدد استقرار العالم.
جاء ذلك خلال كلمته في احتفال جامعة طنطا باليوبيل الذهبي، في ندوة تثقيفية بعنوان "مصر والعالم الخارجي والدور الإقليمي"، بحضور الدكتور كمال عكاشة نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد حسين نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب، والدكتور حمدى شعبان القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع والبيئة، والكاتب السياسى أحمد المسلمانى عضو مجلس الجامعة، ولفيف من عمداء الكليات.
ووجه -خلال كلمته- الشكر للرئيس السيسي على تأسيس "الجمهورية الجديدة"، قائلًا: "علينا جميعًا أن نتمسك بها ونشارك في بنائها"، مشيرًا إلى أن "أهم الأطروحات التي أمامنا، كيف نشارك في الجمهورية الجديدة".
وطالب، المجتمع المدني، بأن ينشط في مدارسه ونقاباته وأحزابه وجامعاته، بجانب تضافر الجهود سويًا للتحرك نحو جمهورية جديدة، متابعا: "وعلى الجامعات أن تسهم في ذلك، بحيث يكون الخريجين على المستوى المطلوب عالميًا، ويجب أن يكون الخريج فاعلا ليفرض نفسه على سوق العمل في كل نواحي الحياة".
وأشار إلى أن "ما حدث في أوكرانيا يؤثر على مصر، مثل غيرها من دول العالم"، لافتا إلى أن "هذا الغزو هز النظام الدولى، وجعل مجلس الأمن أمام عجز وشلل كامل، وصورة الأمم المتحدة اهتزت أمام العالم، وأصبح العالم في حربين، الأولى (ساخنة) وهي ما تحدث في أوكرانيا، وأخرى (باردة) وهو ما يحدث بين دول القوى العظمى في العالم"، موضحا أن "ما تتعرض له أوروبا حاليا، يعيدنا إلى نفس الأوضاع قبل الحرب العالمية الأولى والثانية"، ثم أجرى نقاشا مع طلاب الجامعة وأجاب على عدد من الأسئلة.
من جانبه، أعرب أحمد المسلماني، في كلمته، عن ترحيبه كعضو بمجلس جامعة طنطا، بـ "عمرو موسى" في الندوة التي تنظمها الجامعة احتفالًا بمرور 50 عامًا على إنشائها، مشيرا إلى حجم التقدير العربي والدولي الذي شاهده بنفسه في أكثر من مناسبة لوزير الخارجية الأسبق.
من جهته، أوضح الدكتور محمود ذكي، رئيس جامعة طنطا، أن جامعة طنطا تتشرف اليوم وهي تحتفل بعيدها الذهبي واحتفالها بمرور 50 عاما من العطاء للوطن، باستضافة دبلوماسيا من طراز رفيع وشخصية سياسية وفكرية لامعة، لطالما مَثَل نموذجا وقدوة للأجيال المتعاقبة من الشباب في رحلة طويلة في دروب الدبلوماسية المصرية حتى تربع على عرشها.
وأكد أن تولي عمرو موسى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية كان بشرة خير وبداية عهد عربي، اتحدت فيه إرادة وآمال العرب للتصدي لكل من يسعى لزرع شقوق الفتنة، فكانت مسيرته حافلة بالكثير من الأحداث والمواقف التي أكدت عن سعة أفقه وتألقه بعمل عربي ودولي كبير سيسجل بحروف من ذهب في سجل الدبلوماسية المصرية والعربية والدولية.
وأضاف: "علينا أن نعترف أن دور الجامعة لم يعد مقصورا على التعليم والبحث العلمي فقط، بل بات مرتبطا بالمجتمع الذي تقع الجامعة في حيزه الجغرافي ومحيطه الحيوي، ومن هنا حرصت جامعة طنطا على تنظيم الندوة تأكيدا على دورها الرائد بكونها مركز إشعاعي حضاري وتبصرة الرأي العام بما يجري من قضايا في ظل الجمهورية الجديدة. ستظل جامعة طنطا حاملة لمشعل النور والأمل".