ماذا يحدث عند تناول التمور عند الإفطار؟
التمر فاكهة مباركة أوصانا بها نبينا محمد الله صلى الله عليه وسلم أن نبدأ بها فطورنا في رمضان. فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور " رواه أبو داود والترمذي.
وأثبت العلم أن الإفطار على التمر واحدة من العادات الصحية التي ينصح باتباعها بعد ساعات طويلة من الصيام لأنه غني بالألياف والبوتاسيوم وغيرها من العناصر الغذائية الأخرى والتي غالبا ما يفتقدها الجسم بعد فترة من الصيام عن تناول الطعام والشراب.
فعندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره تتنبه الأجهزة، ويبدأ الجهاز الهضمي في عمله، وخصوصا المعدة التي تريد التلطف بها، ومحاولة إيقاظها باللين. والصائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء.
وأسرع المواد الغذائية التي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم هي المواد السكرية، وخاصة تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية ( الجلوكوز أو السكروز ) لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة. ولا سيما إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هي عليه الحال في الصائم.
ويعد تناول التمور عند الإفطار واحدًا من أسرع طرق تزويد الجسم بالألياف والمغذيات والسكريات التي يحتاج إليها بعد الصيام.
التمر من الفواكه سهلة الهضم ولذلك فعندما يتناولها الصائم فإنها تكسبه شعور بالطاقة والشبع بعد دقائق قليلة من تناولها.
الشعور بالشبع الذي يشعر به الصائم عند الإفطار على التمر يقلل من فرص تناوله للطعام بسرعة أو إفراطه في تناول الأطعمة الثقيلة وكلتاهما من العادات التي قد تتسبب في اضطرابات في الهضم.
الإفطار على التمر يساعد على تهيئة المعدة لاستقبال الأطعمة بعد ساعات طويلة من الصيام والخمول طوال اليوم وينشط الجهاز الهضمي استعداد لهضم وامتصاص الأطعمة الثقيلة أو الدسمة.
التمر غني جدا بالسكريات الطبيعية سهلة الامتصاص والتي تتميز بخواصها المنشطة لخلايا الجسم وخاصة خلايا المخ والأعصاب ولذلك فإن تناول التمور على الإفطار يساعد على تنشيط الجسم والذهن والتقليل من الشعور بالنعاس والخمول.
تغير أوقات تناول الطعام بسبب الصيام في شهر رمضان المبارك قد يتسبب في الإصابة بالإمساك ولكن تناول التمر عند الإفطار يقلل من فرص الإصابة بالإمساك بفضل احتواء التمر على نسبة مرتفعة من الألياف تساعد على تحسين حركة الأمعاء.
يمكن للأملاح القلوية الموجودة في التمر أن تساعد على ضبط حموضة الدم والتي تزداد عادة بسبب الإفراط في تناول اللحوم والكربوهيدرات مما يساعد على الوقاية من أمراض ومشكلات صحية مثل السكري والنقرس وحصوات الكلى والتهابات المرارة وارتفاع ضغط الدم والبواسير.
بسبب احتوائه على نسبة عالية من المغنيسيوم والكالسيوم، يعتقد أن التمر مفيد أيضا في علاج اضطرابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والسرطان، كما يوصى به أيضا لعلاج فقر الدم والحساسية والإمساك.
تناول التمر يقلل من فرص الإصابة في نقص في المغذيات والفيتامينات التي يحتاجها الجسم بفضل احتوائه على سبعة فيتامينات رئيسية وأحد عشر نوعا من المعادن.
التمور من الأطعمة التي ينصح أن تتناولها أيضا الحوامل والمرضعات حيث يحتوي التمر على بعض العناصر الغذائية المنشطة التي يمكنها أن تساعد على تقوية عضلات الرحم مما يسهل من الولادة أما في حالة المرضعات فإن التمر غذاء مثالي لمنح الأم المرضع لأنه من الأغذية الصحية عالية الطاقة والتي تقلل من شعور المرضعات بالإجهاد نظرا لاحتوائه على نسبة مرتفعة من السكريات تقدر بحوالي 80٪.