ما مصير صفقة إيلون ماسك لشراء تويتر؟
قال إيلون ماسك إنه يعلّق محاولته للاستحواذ على تويتر، بعد أسابيع من الموافقة على جعل الشركة خاصة في صفقة قيمتها 44 مليار دولار.
وكتب ماسك على تويتر يوم الجمعة: "صفقة تويتر معلّقة مؤقتًا في انتظار تفاصيل حول أن الحسابات الوهمية تمثل بالفعل أقل من 5٪ من المستخدمين". ولم يتضح ما إذا كانت المشكلة ستؤدي إلى إفساد الصفقة، وانخفض سهم تويتر بنسبة 8.8 بالمئة الاثنين إذ يتعين على المستثمرين التفكير في المشكلات التي يواجهها ماسك في صفقة الاستحواذ المرتقبة.
كان ماسك قال قبل أيام إن عدد الحسابات الوهمية في تويتر قد يتجاوز 20 بالمئة من الإجمالي، وهو رقم يفوق 4 أضعاف ما تقوله شركة تويتر مشيرًا إلى أن الرئيس التنفيذي لتويتر يرفض تقديم البراهين على ما يقوله.
قدّم ماسك تفاصيل قليلة حول خططه لشركة التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنه تحدث كثيرًا عن حسابات الروبوت التي روجت لمحتوى غير مرغوب فيه. ويقول أيضًا إن الشركة كانت سريعة جدًا في إزالة الحسابات التي تنتهك قواعد الإشراف على المحتوى، نقلًا عن "سي إن إن".
من جهتها، قالت زوي كلاينمان، محررة شؤون التكنولوجيا بشبكة "بي بي سي"، إن إيلون ماسك واصل تأكيد موقفه بأن صفقته لشراء منصة التواصل الاجتماعي مجمدة ريثما يتم التحقق من الأرقام الحقيقية للحسابات الوهمية العاملة على المنصة.
ورد الرئيس التنفيذي لتويتر باراغ أغراوال على ماسك، والأعصاب متوترة.
وعندما يرد أغنى رجل في العالم على إحدى تغريداتك برمز تعبيري واحد، عندها أفترض أنك على الأقل تعلم أنك لفت انتباهه.
وأوضحت زوي أنها يأست منذ زمن بعيد من محاولة قراءة تفكير إيلون ماسك لكنه يثير زوبعة كبيرة حول الحسابات الوهمية. فهل هي عامل مناسب لتعليق إعادة التفاوض؟ كان عرضه الأولي لشراء الشركة مقابل 44 مليار دولار أعلى بكثير مما توحي به الأسعار الحالية لأسهمها.
لقد تحرك إيلون ماسك، بوضف زوي، بسرعة وبقوة وربما حتى باندفاع. فمن أجل تمويل الصفقة، اضطر إلى بيع مجموعة كبيرة من الأسهم في إحدى شركاته الأخرى، وهي شركة تسلا المصنعة للسيارات الكهربائية، وهذا بدوره ولّد انخفاضًا في قيمة تلك الشركة حيث جعل المستثمرين الآخرين قلقين.
وإذا انسحب أي من طرفي الصفقة الآن، فإن عليه أن يدفع رسوم إلغاء تبلغ مليار دولار.
قد يبدو ذلك المبلغ وكأنه مبلغ تافه بالنسبة لشخص يملك المليارات- مع أن ماسك يؤكد دائمًا أنه غني بالأصول التي يملكها وليس بالمبالغ النقدية- لكن ذلك يمنحه ربما قدرة على خصم بضعة مليارات بنجاح من سعر العرض، لأن مبلغ المليار دولار لا يعد مبلغًا تافهًا بالنسبة لتويتر ومساهميها.
لكن ماسك قد يكون محقًا في التشكيك بقيمة تويتر.
وإذا لم تكن مليئة حقًا بالحسابات الوهمية، حينها قد يكون لديها فرصة أقل لجعلها عظيمة من جديد، وهي عبارة قد تبدو مألوفة بالنظر إلى أنه قد ألمح بالفعل إلى أنه يود أن يعيد تفعيل حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبالمناسبة، فإن ترامب رفض الدعوة حتى الآن.
كان ماسك وأغراوال يناقشان على الملًا أرقام الحسابات الوهمية على تويتر لكن العلاقات بينهما يبدو أنها قد توترت.
شكوك حول الصفقة
طالب ماسك بإجراء اختبارات لعينات عشوائية من مستخدمي تويتر لتحديد المستخدمين الوهميين. وقال إن "هناك احتمال بأنها قد تكون أكثر من 90 في المائة من المستخدمين النشطين يوميًا".
وقدر الباحثون أن ما بين 4 إلى 20 في المائة أو أكثر من ملايين الحسابات الشخصية على تويتر هي حسابات وهمية.
وأغلق التداول في أسهم تويتر الإثنين عند انخفاض بنسبة تزيد عن 8 في المائة حيث بيع بسعر 37.39 دولار للسهم الواحد، وهو ما زرع الشكوك في أن ماسك سيمضي قدمًا في عملية الاستحواذ على الشركة بالسعر المتفق عليه.
وقالت سوزانا ستريتر، كبيرة محللي الاستثمار والأسواق في شركة "هارغريفز لانسداون، إنه "يبدو أمرًا مرجحًا بشكل متزايد أن إيلون ماسك يستعد لإعادة التفاوض على سعر أقل بكثير في مقابل تويتر أو حتى محاولة الانسحاب من الصفقة".
وقالت إن تأكيد عدد المستخدمين الحقيقيين على تويتر يُعتبر "ضروريًا لاستمرار تدفق الإيرادات في المستقبل من خلال الإعلانات أو الاشتراكات المدفوعة على الموقع.
وقالت ستريتر إن "التقلبات التي اصابت أسهم شركات التكنولوجيا وساهمت في انخفاض حاد في القيمة المقدرة لتويتر من المحتمل جدًا أن تكون هي الأخرى جزءًا من المعادلة"، مضيفة أن ماسك "من الواضح أنه يندم على توقيت عرضه المتسرع بدفع 44 مليار دولار مقابل منصة التواصل الاجتماعي".