محلل سياسي لـ "متن نيوز": الصين هي الخطر الوجودي الوحيد أمام واشنطن الآن
أثارت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اليابان ردود فعل واسعة على المستوى الدولي، خاصة بعد السؤال الذي وجهه أحد الصحفيين حول احتمالات تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الرغبة الصينية في اقتناص تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا من جغرافيتها.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسيات الإيرانية، أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لليابان تتزامن مع إطلاق كوريا الشمالية (المدعومة كليا من الصين) تجارب صاروخية باليستية في إشارة واضحة إلى استخدام القوة ضد الولايات المتحدة لو أقدمت على التدخل في الأزمة التايوانية، بعد تأكيد الصين مرارا على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، مع احتمال قيام الصين بغزو تايوان.
وأضاف أبو النور، وهو الخبير في العلاقات الدولية في تصريحات لـ "متن نيوز"، أن رد الرئيس الأمريكي حول إمكانية تدخل الولايات المتحدة حال نشوب نزاع بين الصين وتايوان كشف أن بكين هي الخطر الوجودي الوحيد أمام واشنطن الآن بعد أن تخلصت أمريكا ــ أو على الأقل نجحت في تحييد وتخففت ــ من ضلعين من أضلاع الخطر الذي تشكل عليها.
وأشار إلى أنه من المعلوم أن أمريكا في الأعوام الثلاثين الأخيرة عانت من ثلاثة أخطار وجودية وهي القوة الاقتصادية - العسكرية الصينية الصاعدة، والقوة التعليمية - الصناعية اليابانية، والقوة العقائدية - الروحية لدى دول العالم الإسلامي، منوهًا إلى أن ذلك الكلام هو بمثابة تقدير موقف قدمه الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون الذي حكم أمريكا بين عامي (1969 ــ 1974م) وقد نشره في كتاب شهير قبيل وفاته بعامين اثنين فقط بعنوان "Seize The Moment" لإدارة الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش وأوصاه بالتعامل الفوري مع هذه الأخطار الثلاثة.
وأشار إلى أنه لو تأملنا حال الصين واليابان والعالم الإسلامي في هذه الأعوام الثلاثين سنلاحظ أن أمريكا تمكنت من تطويع اليابان تحت المظلة الأمريكية وبالتالي تخلصت جزئيا من هذا الخطر، ثم نجحت في حصر الإسلام في نموذجين: النموذج الإيراني الذي وصفته بأنه يقود معسكر الشر ونموذج الجماعات المتطرفة، متابعًا أن أمريكا وباستخدام آلتها الإعلامية والدعائية والسياسية والدبلوماسية بالغة الضخامة روجت إلى أن الإسلام تمثله دولة إيران وتمثله الجماعات الإرهابية حصرا، وبالتالي وضعت الإسلام في قفص الاتهام الدائم، وأصبح كل مسلم هو شخص إرهابي إلى أن يثبت العكس.
وتابع أن أمريكا وجهات مؤخرا ضربتها القاضية ــ أو هكذا تظن ــ إلى العالم الإسلامي للتخلص نهائيا من قوته الروحية بأن مولت ودعمت وروجت إلى أشخاص يطعنون في مؤسسات الإسلام مثل الأزهر الشريف، ثم في رموز الإسلام مثل الإمام البخاري، ثم في السنة النبوية المطهرة، ثم في أركان الإسلام نفسه كما رأينا في أزمة إنكار واقعة المعراج التي فرض فيها رب العالمين الصوات الخمس على رسوله وعلى أمة هذا الرسول الكريم.
واختتم قائلًا: "الآن لم يبق أمام أمريكا إلا الصين التي تحشد قواها الهائلة لهذه المواجهة المرتقبة، وستكون الحرب المقبلة بينهما هي الخطوة الأولى في طريق نهاية الحضارة البشرية الراهنة القائمة على العلوم والتكنولوجيا، وسننتظر لنرى متى ستبدأ وإلى أين ستأخذنا في أتون أمواجها العاتية".