كبادرة لاستئناف المفاوضات.. تنازلات أمريكية لصالح الحرس الثوري الإيراني
في أول رد فعل سريع من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لاسئناف المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، لجأت واشنطن إلى تقديم بعض التنازلات من أجل إعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح، خاصة بعد أن لجأت إيران إلى تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم لإنتاج القنبلة النووية.
وأعلنت واشنطن اليوم عن إستعدادها لاستقبال تأشيرات أفراد تابعين للحرس الثوري الإيراني لدخول الولايات المتحدة الأمريكية، فيما اكتفت بوضع الحرس الثوري وكافة مقاتليه ضمن قوائم العقوبات الأمريكية.
تنازل أمريكي
وكانت وزارتا الأمن الداخلي والخارجية الأمريكية قد أعلنتا تعليمات جديدة تسمح بمقتضاها لحاملي التأشيرات من الحرس الثوري الإيراني لدخول الولايات المتحدة مع تقديم ما يفيد بعد تورطهم في أعمال إرهابية تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية أن هؤلاء الأفراد سيدخلون الولايات المتحدة الأمريكية بشكل طبيعي إذا قدموا ما يفيد على عدم تورطهم في أعمال إرهابية من شأنها تهديد أمن الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن ذلك الإجراء من شأنه أن يكون تنازلًا من الولايات المتحدة لإيران لإعطاءها مسوغًا لاستئناف المفاوضات النووية، خاصة بعد زيارة جوزيب بوريل، منسق السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الذي زار طهران خلال اليومين الماضيين، وحمل مبادرة لحل أزمة توقف المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني مؤخرًا.
وبجانب ذلك تبحث الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا إسقاط العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على مقاتلين وقيادات بالحرس الثوري عن حوالي 80 ألفًا إلى 180 ألفًا من عناصر الحرس الثوري.
فيلق القدس
فيما قررت الولايات المتحدة الأمريكية إبقاء العقوبات المفروضة على فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والمكون من 20 ألف مقاتل، نظرًا لأن أعمال الفيلق تتعلق بإثارة القلاقل والنزاعات ودعم وكلاء إيران في منطقة الشرق الأوسط بالسلاح والمال، وأبرزهم ميليشيات الحوثي في اليمن والميليشيات الإيرانية في العراق وحزب الله في لبنان، وحركات المقاومة في قطاع غزة بفلسطين المحتلة.
وبجانب ذلك حثت فرنسا إيران على اغتنام الفرصة والإعلان عن الانخراط الكامل في مفاوضات الاتفاق النووي المتعثرة، والتي جرت وقائعها في العاصمة النمساوية فيينا على مدار عام كامل وأكثر.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، أعلنت إلى استعدادها التدخل في دعم مسار المفاوضات من جديد لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، مطالبة باستغلال فرصة زيارة جوزيب بوريل منسق السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى طهران والانخراط في المفاوضات.