بعد اجتماع برازافيل.. هل ستعقد انتخابات في ليبيا؟
لا تزال الأزمة الليبية تمثل إحدى أهم التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وشمال قارة إفريقيا بوجه خاص، في ظل عودة تنامي الميليشيات المسلحة في أعقاب انقسام المجتمع الليبي إلى نصفين، أحدهما يؤيد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من قبل البرلمان الليبي والتي يرأسها فتحي باشاغا، والحكومة الأخرى المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والذي يرفض تسليمه مهام منصبه للحكومة الجديدة، وبات مدعومًا من ميليشيات مسلحة.
الدبيبة يعمد إلى الحفاظ على موقفه غير المتماسك ورغبته في البقاء في السلطة ورفض تسليم مقار الحكومة بالعاصمة الليبية طرابلس للحكومة الجديدة المكلفة من قبل مجلس النواب الليبي، وبات يعزز موقفه بالميليشيات المسلحة أو بقايا الميليشيات التي جلبها سلفه فايز السراج والذي كان مدعومًا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أوقات سابقة.
البقاء في السلطة
وتبنى الدبيبة نفس الإستراتيجية للبقاء في السلطة، والمتمثلة في التزود بالميليشيات المسلحة التي تمنع إمكانية دخول الحكومة الجديدة لمقارها لممارسة مهامها القانونية فضلًا عن عدم وجود أي رؤى للتوافق السياسي وإمكانية حل الأزمة بالطرق السلمية، بدلًا من المواجهة العسكرية بين الجيش الليبي والميليشيات المسلحة التي تدعم الدبيبة في مناطق الغرب.
وفي ذلك الإطار تبنى اجتماع عقد في مدينة برزافيل بجمهورية الكونغو الديمقراطية، النقاش حول مسألة حل تلك الخلافات الليبية الداخلية لإجراء انتخابات رئاسية للبلاد التي تعيش دون رئيس للجمهورية الليبية منذ سقوط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في عام 2011.
وعمل المشاركون في ذلك الاجتماع على تبني عدة مبادئ أبرزها تنظيم المصالحة الوطنية" في ليبيا، من أجل ضمان إقامة انتخابات رئاسية في البلاد، في الوقت الذي أثار فيه قانون الانتخابات المتعلق بالانتخابات الرئاسية تلك الأزمة.
كما اتفقت الأطراف على رفض تدويل الأزمة الليبية، وضرورة إزالة كل ما يعوق طريق المصالحة والتدخّل الأجنبي، فضلًا عن إدانة استخدام خطاب الكراهية وأعمال العنف والازدراء والشتائم والافتراء والغطرسة، وغير ذلك من المواقف والتصرّفات المخالفة للأخوّة والتفاهم والتضامن والتسامح".
لا انتخابات في الأفق
وفي هذا السياق يقول الباحث في الشؤون الليبية، سيد العبيدي، أن أزمة اجتماع برزافيل أنه لم يشارك فيه أيَا من القوى السياسية المتناحرة في ليبيا، لافتًا إلى أن أبرز المشاركين في ذلك الاجتماع كان كلًا من وزير الخارجية الكونغولي جان كلود غاكوسو، وممثّلون عن البرلمان الليبي والمجلس الرئاسي وعن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل معمر القذافي.
وأضاف العبيدي، في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز" أنه لم يحدد حتى الان ما إذا كان قد شارك في الاجتماع ممثلون عن الحكومتان المتنافستان، أي حكومة عبدالحميد الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا، اللذان يمثلان طرفا الأزمة السياسية في ليبيا من الأساس.
كما استبعد العبيدي إمكانية إجراء انتخابات ليبية في القريب العاجل، في ظل تمسك عبد الحميد الدبيبة بالبقاء في منصبه والتحصن وراء ميليشيات مسلحة تسيطر على المنطقة الغربية من ليبيا.