مقتل أيمن الظواهري.. كيف علق جيران زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان على الواقعة؟

أمضى زعيم القاعدة الأسابيع الأخيرة من حياته على بعد أقل من 500 متر من المسبح والحانة حيث استرخى الدبلوماسيون البريطانيون خلال جولاتهم في كابول، ويقع المنزل المبهرج الذي قُتل فيه أيمن الظواهري بغارة بطائرة دون طيار بينما كان في شرفته في قلب العاصمة الأفغانية.

بحلول صباح الثلاثاء، غطت ألواح من البلاستيك الأخضر الداكن النوافذ المحطمة التي ظهرت في الصور التي تم نشرها في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن حكام أفغانستان الجدد كانوا عدائيين بشأن منع الصحفيين والمارة الفضوليين من إلقاء نظرة فاحصة على المنزل المتضرر.

وقال أحد حراس طالبان للصحفيين بعد منعهم من دخول الشارع الذي كان يعيش فيه الظواهري وتتبعهم أثناء مغادرتهم الموقع وطالبوا بالوصول إلى هواتفهم: "إنه ألمنا، دعونا نتعامل معه".

وقال الجيران القاطنين بجوار منزل "الظواهري"، إن طالبان زارت المنزل ليلًا وأمرتهم بعدم السماح لأي شخص بالصعود إلى أسطح المنازل مما قد يعطي رؤية واضحة للمنزل المكون من أربعة طوابق.

وأوضح سكان محليون في حي شيربور بالعاصمة إنهم ليس لديهم أدنى فكرة أنهم كانوا ينامون بجوار رجل لديه مكافأة قدرها 25 مليون دولار (20.5 مليون جنيه إسترليني) على رأسه، لكنهم قالوا إنهم اعتادوا العيش في منطقة خطرة، جعل سكانها الأثرياء البارزون ومجموعة من السفارات القريبة منها نقطة جذب لهجمات كبرى لسنوات.

وقال أشلي جاكسون، المدير المشارك لمركز الجماعات المسلحة والخبير في شؤون الجماعات المسلحة في أفغانستان: "بالنظر إلى موقعه في منطقة مزدحمة للغاية (ومكتظة بالمغتربين سابقًا) في كابول، هناك القليل من الإنكار لطالبان"، متابعًا: "إحدى النظريات هي أن طالبان وضعته تحت نوع من الإقامة الجبرية، مما سيسمح لهم بإبقائه تحت المراقبة عن كثب وشرح سبب وجوده في قلب العاصمة".

وقبل عام كان جيران زعيم القاعدة في شيربور سيضمون أمراء الحرب والتكنوقراط الفاسدين، الذين كانت قصورهم الشاسعة مبنية في كثير من الأحيان على أراض مسروقة. أصبحت تجاوزات المنطقة رمزا للفساد والانتهاكات في الجمهورية الأفغانية.

في سوبر ماركت مغلق الآن في نهاية الطريق، يمكن للأثرياء المحليين والأجانب شراء الكماليات المستوردة من سرطان البحر المجمد إلى Dorset Cereals Muesli و Ritter Sport.

قبل عقد من الزمان، تم أيضًا تأجير العديد من "قصور الخشخاش" الشاسعة والمتوهجة في شيربور - التي سميت على اسم أموال الأفيون المتدفقة في العاصمة - بأسعار متضخمة للمقاولين الأمريكيين الذين أصبحوا أثرياء من الحرب.

وبحلول الوقت الذي ورد أن زعيم القاعدة قد انتقل إليه، في وقت سابق من هذا العام، حل وزراء وقادة طالبان محل النخبة في الجمهورية الأفغانية وحلفائها. استولوا على بعض العقارات الرئيسية في المدينة عندما استولوا على مقاليد السلطة، كما فعل أسلافهم قبل عقدين من الزمن.

المنظر من أعلى منزل الظواهري في كابول كان سيشمل الأشجار القديمة الشاسعة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث كان الدبلوماسيون وجنرالات الناتو يتجمعون وهم يخسرون الحرب ببطء.

وهي الآن مركز نظام طالبان الذي يخضع لعقوبات شديدة، وتحميها شبكات استخباراتية وأمنية واسعة النطاق. في هذه الفقاعة المتشددة، يبدو أن الظواهري شعر بالراحة بما يكفي ليعيش مع عائلته ويقضي بعض الوقت في الخارج على الشرفة، بينما كانت طائرات أمريكية دون طيار تحلق في سماء المنطقة، لتعقب سكان المدينة.

بموجب اتفاق الدوحة تفاوضت إدارة دونالد ترامب مع طالبان التي مهدت الطريق لأمريكا لسحب قواتها من أفغانستان، وعد المسلحون بقطع العلاقات مع القاعدة.

كما تعهدوا بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجمات إرهابية دولية. ومع ذلك، بعد أقل من عام على خروج القوات الأمريكية الأخيرة من مطار المدينة، كان الظواهري يقود منظمة جهادية عالمية من كابول.

وأكد جو بايدن أن الضربة كانت انتصارًا لمكافحة الإرهاب، وأخيرًا قضت على أحد مهندسي هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أمريكا.

ومع ذلك، يخشى الكثيرون في أفغانستان أن يتبع ذلك المزيد من أعمال العنف. سمع أحد السكان المحليين سقوط الطائرة دون طيار. وقال إن المنطقة سرعان ما غمرت بجنود من وحدة البدري الخاصة بطالبان، الذين أغلقوا جميع الطرق الجانبية المؤدية إلى المنزل وحارة واحدة من الطريق الرئيسي التي كانت تسير في الخارج.

قال: "لم أقترب من الموقع، فقد يعتقلونك ويسألونك عما تفعله"، لكنه أضاف أنه انزعج من أنباء من أصيب. "الآن أتساءل ما إذا كان ينبغي علي الابتعاد."