الزبيدي الذي وأد الفتنة أكثر من مرة
يمثل اللواء عيدروس الزبيدي نقطة فاصلة وحلقة مهمة في سلسلة الأحداث التي حدثت في دولة اليمن بشقيها خلال الفترة الماضية، خاصة بعد استيلاء ميليشيا الحوثي على مقاليد الدولة في انقلابهم على الشرعية في اليمن، ورغم تصاعد نذر الفتنة في كامل البلاد، إلا أن الزبيدي كانت له إسهامات يشهد لها القاصي والداني في وأد الفتنة في عموم البلاد، مع نجاحه نجاحًا ساحقًا في تطهير جزء كبير من الدولة من براثن الإرهاب الحوثي والقاعدي.
الزبيدي الذي كان أحد أقطاب السياسة اليمنية والمشهد السياسي اليمني الكامل ما لبث أن أصبح حديث الجماهير في الشمال والجنوب... ففي الشمال بات هذا الرجل من ألد أعداء الميليشيات الحوثية بعد أن دحرها في مناطق الجنوب وطهر بقاع الجنوب العربي من كل التنظيمات المسلحة سواء كانت الحوثية أو المنبثقة عنها وبات يمهد الطريق أمام الحكومة الجديدة لتأمين تواجدهم واجتماعاتهم وأحاديثهم من أجل الخروج من المأزق السياسي الذي وقع فيه اليمن بأكمله.
كانت تلك الإسهامات غيض من فيض.. وإن كان التاريخ سيسجل لهذا الرجل شجاعته في مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية والفتن التي سعت تلك التنظيمات لبثها في نفوس المواطنين، إلا أن إسهامه الأكبر كان في وأد فتن داخلية كادت أن تشعل النيران في الهشيم مرة أخرى لتهدم ما بناه على مدار السنوات الأربع الماضية.
حسم الزبيدي فتنة شبوة، بعد أحداث دامية شهدتها مدينة عتق التي رفض بعض القيادات العسكرية فيها تنفيذ أمر تنحيتهم عن مناصبهم جراء بعض التقصير في آداء مهمامهم.. وها هو يوئد الفتنة من جديد حين يعلن عن إطلاق أكبر عملية عسكرية شاملة لوأد الإرهاب الذي بدأ يترعرع مرة أخرى برعاية الحوثي والقاعدة في مناطق بمحافظات أبين وشبوة.. ليعلنها أمام الجميع.. "حين أكون هنا فلا فتن ولا إرهاب".