الدبلوماسية الجنوبية تضع قضيتها حجر الزاوية لأي حل سياسي للأزمة اليمنية
كانت الجبهة الدبلوماسية ومازالت من أهم جبهات النضال الجنوبي ليس فقط للتصدي للعدوان الحوثي والإخونجي المتكرر والمستمر على الأراضي الجنوبية، فحسب، بل ولمواجهة حرب تشويه النضال الجنوبي والقضية الجنوبية في الخارج من قبل نظام ٧/٧ ومن ثم من قبل الحوثيين وتنظيم الإخوان الإرهابي.
والأهم من كل ذلك كان على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكثف من نشاطه الدبلوماسي والإعلامي والسياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي لتفكيك الجدار العازل الذي صنعه نظام صنعاء بين العالم وبين الجنوب والقضية الجنوبية من خلال شبكة المصالح و"الحوافز" التي قدمها هذا النظام من أراضي وثروات الجنوب لضمان صمت المجتمع الدولي عن احتلاله للجنوب ونهب ثرواته الوطنية السيادية.
أيصال الصوت الجنوبي
والمهمة الأهم أنه كان أمام المجلس الانتقالي الجنوبي أن يضطلع بمهمة إيصال الصوت الجنوبي الواضج إلى مراكز صناع ومتخذي القرار الإقليمي والدولي برفض شعب الجنوب للاحتلال المفروض عليه باسم الوحدة اليمنية وحقه في استعادة دولته المستقلة العضو الفعال في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وسائر المنظمات العربية والإسلامية والدولية، على حدود ٢١ مايو ١٩٩٠م وعاصمتها عدن.
يمكن القول أن الجهود الدبلوماسية المكثفة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي ووحدة المفاوضات والممثل الشخصي لرئيس المجلس ومكاتب المجلس في الخارج وخاصة في واشنطن ولندن وباريس وموسكو وبرلين وغيرها من العواصم العالمية وللنشطاء والقادة الجنوبيين في الخارج قد أثمرت عن قطع شوط كبير واوصلت ودفعت بالقضية الجنوبية إلى مجلس الأمن الدولي والدول العظمى والدول العربية وخاصة دول الخليج العربي وعلى راسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
العاصمة عدن
عشرات اللقاءات لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي مع سفراء الدول العظمى والإتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي... وكان اللافت أن هذه اللقاءات لم تجرى في الرياض وابوظبي فحسب، بل وفي العاصمة الجنوبية عدن وفي مقر المجلس الانتقالي الجنوبي.
ومما لا شك فيه أن اتفاق الرياض ومشاورات الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي قد فتح آفاقًا واسعة لقضية الجنوب باعتبارها القضية الرئيسية وحجر الزاوية في أي حل سياسي شامل وجذري للازمة اليمنية والإقليمية برمتها.