كيف ألقى رئيس الوزراء الفلسطيني اللوم على الاحتلال الإسرائيلي في تهديد المناخ؟
في ظل استمرار جلسات مؤتمر المناخ المنعقد جلساته في مدينة شرم الشيخ المصرية، استغل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية كلمته في التركيز على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وألقى عليه باللوم في تهديد المناخ من خلال تأكيده على أن هناك حالة في فلسطين تتمثل في معاناة بسبب الاحتلال الإسرائيلي المدمر للبيئة والإنسان.
وأكد شتية، خلال كلمته، إن الاحتلال الإسرائيلي من خلال المستعمرات يدمر الطبيعة ويسرق المقدرات ويدفن مخلفاته الصلبة والخطرة في الأراضي الفلسطينية ويسرق المياه ويقتلع الأشجار، مضيفًا أن سلطات الاحتلال اقتلعت أكثر من 2.5 مليون شجرة منذ عام 1967 منها 800 ألف شجرة زيتون، كما تشير الدراسات إلى أن البحر الميت يتعرض لخطر وجودي بسبب استنزافه من قبل إسرائيل.
وتابع: "ينتزع الاحتلال الإسرائيلي، بكامل منظومته الاستعمارية، ما قيمته 41 مليار دولار من مقدراتنا الوطنية سنويا. إضافة إلى استنزاف مصادرنا المائية، حيث أصبح لدينا عجز مائي يصل إلى 135 مليون متر مكعب سنويا، ويستهلك الفلسطيني ثُلث ما يستهلكه الإسرائيلي من مياه".
وأشار أيضًا إلى أن العالم ما زال بعيدا عن الهدف الذي وضعه مؤتمر باريس حول المناخ، لأن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، ولأن الدول الموقعة على ميثاق باريس لم تقم بتقليل الانبعاثات الصادرة من أراضيها، وبدل أن تقل هذه الانبعاثات ما زالت في ازدياد حيث ما زال تأثير الغازات الدفيئة ملحوظا.
وأضاف اشتية في كلمته، نيابة عن الرئيس محمود عباس، أمام قمة الأمم المتحدة للمناخ COP27 المنعقدة في مدينة شرم الشيخ المصرية، اليوم الثلاثاء، أن خفض الانبعاثات بحاجة إلى تمويل، والطاقة النظيفة والاستثمار فيها بحاجة إلى أضعاف التمويل المتوفر الآن، كما أن الطاقة المتجددة بحاجة إلى بنية تحتية، وأن التمويل الميسر من الدول الصناعية يجب أن يكون قضية أخلاقية ومسؤولية جماعية وليس فقط مبنيا على الربح.
وتابع أن جهودا جدية يجب أن تبذل لتحقيق الهدف المنشود للتكيف والتأقلم للتغير المناخي. فالعالم يواجه حقائق مناخية مميتة مثل الفيضانات، والجفاف، والحرائق، والأعاصير، وهذه الأمور هي مسألة "حياة أو موت" للعالم أجمع.
وقال إن المساعدات من الدول الغنية حتى وإن كانت صغيرة فإن أثرها كبير، إن الفقراء في العالم يدفعون ثمن الانبعاثات في الدول الغنية، وأن عدم السيطرة على التغير المناخي هو حكم بالإعدام البطيء على الحياة، والأنظمة الاقتصادية والبيئية، حيث باتت بعض الدول والمدن مهددة بالموت والتلاشي في البحر.
وأكد أن فلسطين صادقت على اتفاقية المناخ، وأعدت خططا للتكيف المناخي في قطاعات المياه والزراعة والصحة والنفايات الصلبة والنقل والمواصلات، كما نفذنا مئات المشاريع المتعلقة بالطاقة النظيفة ومعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في الري، وتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة، ولدينا برنامج لتخضير فلسطين حيث نزرع سنويا آلاف الأشجار.
كما أكد استعداد فلسطين للمساهمة في إنجاح الجهد الدولي الرامي للتخفيف من آثار التغير المناخي، وحيا مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي طرحها ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وقال اشتية إن فلسطين بحاجة للاستفادة من الآليات الدولية الفنية والمالية، بما فيها "مَرفق البيئة العالمي" الذي ما زال يحدّ من استفادتنا من مخصصات نظام التخصيص الشفاف للموارد، وذلك لأسباب سياسية بحتة.