بناء أكبر تلسكوب في العالم لرصد الكائنات الفضائية.. جنوب إفريقيا الموطن
بدأت أعمال البناء في مشروع أكبر تلسكوب في العالم، بجنوب إفريقيا، بمشاركة أستراليا، حيث أطلق عليه تلسكوب "مصفوفة الكيلومتر المربع" Square Kilometre Array telescope (SKA).
وجرى اختيار موقع محمية مترامية الأطراف في كارنارفون نظرا لبعدها، حيث توفر التلال درعا إضافيا ضد التداخل اللاسلكي، لتكون بمثابة القاعدة الأفريقية الرئيسية لمئات الهوائيات.
وصممت الأطباق لتكون متصلة ببعضها البعض لتشكيل تلسكوب واحد عملاق، ومع إدخال تحسينات جديدة، من المتوقع أن يظهر للنور بحلول عام 2030، وسيكون قادرا على إظهار صور تتسم بمزيد من الوضوح والدقة.
وسيتألف هذا التلسكوب، البالغة تكلفة بنائه 1.7 مليار جنيه إسترليني، مبدئيًا، من 197 طبقًا و131،072 هوائيًا منتشرة في جميع أنحاء جنوب إفريقيا وأستراليا على التوالي، ولكن سيكون مقره في المملكة المتحدة.
وسيكون للتلسكوب العديد من الأهداف العلمية مثل السعي للكشف أحداث منذ الفجر الكوني عندما تشكلت النجوم والمجرات الأولى، والبحث عن حياة خارج الأرض، واختبار نظرية أينشتاين للنسبية العامة واستكشاف تطور الكون المبكر.
وتشمل الأهداف الأخرى البحث عن موجات الجاذبية المنبعثة من النجوم الميتة، وفهم المغناطيسية الكونية، واكتشاف الاندفاعات الغامضة للموجات الراديوية بالمللي ثانية والمعروفة باسم الاندفاعات الراديوية السريعة.
وقالت الدكتورة سارة بيرس رئيسة عمليات التلسكوب في أستراليا: "ستكون تلسكوبات SKA حساسة بما يكفي لاكتشاف رادار مطار على كوكب يدور حول نجم على بعد عشرات السنين الضوئية، لذلك قد يجيب على أكبر سؤال للجميع: هل نحن وحدنا في الكون؟".
وأضافت: "على مدار الخمسين عامًا الماضية، شهدنا ثورة في فهمنا للكون، حيث سيحدد مرصد SKA الخمسين عامًا القادمة لعلم الفلك الراديوي، ويرسم ولادة وموت المجرات، ويبحث عن أنواع جديدة من موجات الجاذبية ويوسع حدود ما نعرفه عن الكون".
وسيكون التلسكوب الراديوي منخفض التردد قادرًا على رؤية السماء بشكل أكثر وضوحًا وكشف المزيد من التفاصيل الباهتة مقارنةً بأحدث التلسكوبات الحالية، حسب ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وسيكون التلسكوب قادرًا على التقاط موجات منخفضة التردد للغاية، بطول يصل إلى أمتار والتي سافرت على مدى مليارات السنين الضوئية، كما سيكون قادرًا على مسح السماء حتى 135 مرة أسرع من التلسكوبات الراديوية الموجودة.
لذلك يتطلب SKA حوسبة قوية لاستيعاب البيانات ومعالجتها في الوقت الفعلي، ومن المتوقع أن تكون بمعدل 8 تيرابات من البيانات في الثانية.
وفي العام المقبل، من المتوقع إجراء اختبار تجريبي يتضمن حفنة من الأطباق والهوائيات للتأكد من قدرتها على العمل معًا، ويرجح أن يكتمل المشروع بحلول نهاية العقد، ومن المتوقع أن تعمل التلسكوبات لأكثر من 50 عامًا.