دعاء الابتلاء الشديد.. ردده بالرضا والتسليم لقدر الله
دعاء الابتلاء من أكثر الأدعية التي تتزايد عمليات البحث عنها، وذلك لأن الابتلاء من سنن الحياة، حيث الابتلاء بالمرض، أو الابتلاء بالمعاصي، أو الابتلاء بالوباء، أو حتى الابتلاء بالحب، وكلها منغصات يُحسن الله عز وجل بها عاقبتنا في الأمور، فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله به من خطاياه.
دعاء الابتلاء
نبدأ لكم دعاء الابتلاء بقول الله تعالي في كتابه الكريم من سورة البقرة، "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"، وفي الحديث النبوي الشريف قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"، فمباردة المسلم للصبر عند الابتلاء من الضروريات التي تبعث في قلبه الاطمئنان والسكينة، ومن يتصبر يصبره الله.
وقد حثنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الرضا عند الشدائد، وترديد دعاء الابتلاء بقلب مؤمن بقضاء الله متيقن في حكمته، ولا يُقصد بالرضا عدم التأثر بما يقع من مكروه، ولكن الرضا هو الاستكانة لقدر الله ومقابلته بالحمد طمعًا في نيل الأجر والثواب، وقد كان من دعاء النبي "وأسألك الرضا بعد القضاء".
وأجمل ما يقال في دعاء الابتلاء ما يلي:
- اللهم إن همومنا قد كثرت، وليس لها إلا أنت، فاكشفها، يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه.
- اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي.
- اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ في قضاؤكَ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أنْ تجعل القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي، وشفاءَ صدري، وجَلاءَ حزني، وذهابَ همِّي وغمِّي.
دعاء الابتلاء الشديد
استكمالا لرصد دعاء الابتلاء، يشعر الكثير من المسلمين أن الابتلاء غضب من الله على عبده، ولكن الأنبياء كانوا أشد ابتلاًء والمؤمن يُبتلى على قدر إيمانه، وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا لمن أحب".
وقد أوضح جمهور العلماء، أن الابتلاء الذي يقرب العبد من ربه علامة على أن الله عز وجل أراد خيرا بعبده، فإذا وفقك الله لحسن الظن به وعصمك من العتب على أقداره فقد أراد بك خيرا، ولذلك فعلى المؤمن أن يشغل وقته عند الابتلاء بما ينفعه ويقربه من دينه مع التوسل إلى الله بترديد دعاء الابتلاء الشديد.
وفي المقابل السخط على قدر الله في الابتلاء والانشغال بالحزن والخوف من المستقبل والتشكيك في رحمة الله وحكمته، من الأمور الغير مفضل فعلها في الابتلاء كما قال ابن القيم "من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان، فلينظر ماذا يوليه من العمل، وبأي شغل يشغله" ولله المثل الأعلى.
من أدعية الابتلاء الشديد ما يلي:
اللهم ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، واكشف عني ما نزل بي من ضر وشر كل ما أردت من الأمور، وخلصني خلاصًا جميلًا يا رب العالمين، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم أني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك، صل على محمد وآل محمد والطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين.
يا جبار السموات والأرض لا إله إلا أنت لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
اللهم إني أنزلت بك حاجاتي كلها الظاهرة والباطنة، الدنيوية والأخروية، اللهم فرج عني وعن المسلمين ما نحن فيه، اللهم اجعل لي من كل هم يهمني فرجا ومخرجا، وارزقني من حيث لا أحتسب.
يا سابق الفوت، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام بعد الموت اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب.
يا الله يا الله يا رحمن يا رحيم، يا تواب يا ذا الجلال والاكرام.
يا غياث المستغيثين، يا مجيب دعاء المضطرين وجهت وجهي اليك، وتوكلت منيبا خالصا عليك، لا أرفع حاجتي إلا إليك خاشعًا بين يديك، صل اللهم حبالي بحبالك والحقني بالصالحين، وأيدني بجلالك.
رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين، اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي وما نزل بي.
لاحول ولا قوة إلا بك، يا الله يا علي يا عظيم فرج عني ما أهمني وتول أمري بلطفك، وتداركني برحمتك وكرمك إنك على كل شيء قدير.
دعاء رفع البلاء
أوضحنا لكم سابقا دعاء لرفع البلاء والفرج، ونستكمل معكم الآن دعاء الابتلاء وهي كلمات علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وقال: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض، ورب العرش العظيم"
ونختم لكم دعاء الابتلاء بالتذكير بأن الله عز وجل يتودد إلى عباده بالابتلاء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم"، ولذلك لا بد من النظر إلى الابتلاء بإيجابية ولينشغل المسلم بالرجوع إلى الله عملا بالآية الكريمة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا".