خبير: التنافس الأمريكي الصيني للتقارب مع القارة السمراء يحقق مكاسب اقتصادية عظيمة لمصر وإفريقيا
قال الدكتور أشرف غراب، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن القمة الأمريكية الأفريقية بحضور 49 زعيم ورئيس من قادة الدول الافريقية، جاءت بعد القمة الصينية العربية التي انعقدت في الرياض، بعد أن وجدت الولايات المتحدة الأمريكية تزايد قوة العلاقات بين الصين وروسيا مع الدول الافريقية، خاصة مع ما تتمتع به القارة الإفريقية من ثروات وخيرات، موضحا أن التنافس بين الدول العظمى من أجل التقارب مع دول القارة الإفريقية وعلى رأسها مصر يعود بالنفع والكثير من المكتسبات الاقتصادية والسياسية وتدفق الاستثمارات على الدول الافريقية.
أوضح غراب، أن القمة الأمريكية فرصة مواتية لمصر والدول الافريقية لتحقيق مكاسب اقتصادية هائلة، موضحا أن أمريكا وجدت أن هناك تمدد صيني كبير باستثمارات حقيقية على أرض الواقع في الدول الافريقية حيث أصبحت الصين بعد عام 2013 الشريك الأول لدول القارة الإفريقية من حيث الاستثمارات وحجم التبادل التجاري بينهما، إضافة إلى أن إفريقيا تعد سلة غذاء العالم بما تتمتع به من أخصب الأراضي الزراعية عالميا والخيرات والثروات الخام، ما جعل أمريكا تسرع في التقارب مع دول القارة الأفريقية وتقديم الدعم الحقيقي بمناقشة ضم افريقيا لمجموعة العشرين وزيادة الدعم والعلاقات الاقتصادية الامريكية الافريقية.
وأشار غراب، إلى أن مصر تعد بوابة إفريقيا والمتحدث الرسمي باسمها، موضحا أنه من المتوقع بعد القمتين الصينية العربية والأمريكية الإفريقية أن تزيد الاستثمارات الأجنبية في مصر، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين ودول القارة الأفريقية كبير فقد تجاوز العام الماضي 200 مليار دولار، وتسعى الصين لزيادة استثماراتها وحجم التبادل التجاري، وهذا يجعل أمريكا تسعى لتزاحم الصين في زيادة استثماراتها في القارة الأفريقية، خاصة أن حجم التجارة الثنائية بين أمريكا وإفريقيا لازال صغير حيث بلغ 64.3 مليار دولار فى عام 2021، كما تراجع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 41 مليار دولار خلال عام 2018 بعد أن كان 100 مليار دولار عام 2008،إضافة لتراجع حجم الاستثمار المباشر الأمريكي المباشر لـ 43.2 مليار دولار عام 2019 بعد أن كان 50.2 مليار دولار في 2017.
ولفت غراب، إلى أن أمريكا تحاول من خلال هذه القمة التوجه بالأهداف الاقتصادية لمزاحمة وتحجيم وانتشار الصين بالقارة الافريقية، خاصة أن إفريقيا تميزت خلال السنوات الماضية باكتشافات بترولية وغازية جديدة في مصر وشمال وشرق إفريقيا وهذا يمنحها مكانة هامة في مجال الطاقة، إضافة لتميزها بتوافر المعادن الهامة التي تستخدم في التحول للطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن حضور رجال أعمال ومستثمرين وشركات استثمارية كبرى للقمة يعزز من الاستثمارات الأمريكية بمصر والدول الافريقية، موضحا أن اتفاق الدول العربية على التعامل مع الصين وروسيا بالعملات الوطنية يشكل خسائر لأمريكا ولذلك تسعى واشنطن خلال الفترة القادمة لزيادة استثماراتها وتقديم امتيازات للدول الافريقية.
تابع غراب، أن نقل التكنولوجيا الأمريكية إلى الدول الأفريقية للاستفادة من تحويل الثروات إلى منتجات مطورة لتصديرها بدلا من تصدير الثروات في صورتها الأولية الخام يساهم في زيادة عوائدها المالية أضعافا كثيرة، مشيرا إلى أن مصر تتزعم الدول الأفريقية لتعزيز الشراكة بينها وبين أمريكا لمواجهة أزمة الأمن الغذائي وزيادة الفرص الاقتصادية لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الأجنبية، موضحا أن لقاء الرئيس السيسي مع نخبة من رجال الأعمال الأمريكيين على هامش القمة يزيد من حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر خلال الفترة القادمة.