بعد انتهاكات إسرائيلية.. إدانة عربية موسعة لممارسات قوات الاحتلال في الضفة الغربية
لا تزال الانتهاكات والممارسات الاستفزازية التي يمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة مستمرة بلا هوادة، حيث استشهد الشقيقان الفلسطينيان محمد ومهند يوسف مطير، من مخيم "قلنديا" شمال القدس المحتلة، بعد أن دهسهما مستوطن بصورة متعمدة، بالقرب من حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس.
وتسبب ذلك الحادث في مواجهات بين مواطنين فلسطينيين والمستوطنين وقوات شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث أكد زكريا فيالة، مدير مكتب محافظة القدس في مخيم قلنديا إن الشقيقين مطير، كانا يقفان على جانب الطريق لإصلاح أحد إطارات المركبة التي كانا يستقلانها برفقة أشقائهما، وصدمهما مستوطن بمركبته بصورة متعمدة ولاذ بالفرار من المكان.
وأضاف أن ذلك الحادث أسفر عن استشهاد محمد على الفور ونقل جثمانه إلى أحد مستشفيات مدينة نابلس، في حين أصيب شقيقه مهند بصورة حرجة وجرى نقله إلى أحد المستشفيات داخل أراضي الـ48، وأعلن لاحقا عن استشهاده متأثرا بإصابته.
وأفاد عماد مطير بأن إبن عمه محمد (37 عاما) استشهد على الفور بعد تعرضه للدهس من قبل مستوطن، فيما أصيب شقيقه مهند (19 عاما) بجروح خطيرة للغاية في نفس الحادث، وأعلن عن استشهاده لاحقا متأثرا بإصابته.
يأتي ذلك فيما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الأحد، التصعيد الإسرائيلي الحاصل ضد القدس المحتلة ومواطنيها، وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، بما في ذلك اقتحام المستوطنين المتواصل للمسجد وباحاته ودعوات الجمعيات والمنظمات الاستيطانية المتطرفة على اختلاف أنواعها، لتصعيد الاقتحامات وزيادة أعداد المشاركين فيها، وتكثيف رفع الرموز الدينية وممارسة الشعائر والطقوس التلمودية في باحاته.
وذكرت الخارجية الفلسطينية- في بيان صحفي، اليوم- أن ذلك كله يترافق مع سلسلة طويلة من التقييدات والإجراءات العقابية التي تفرضها سلطات الاحتلال وشرطته لمنع المصلين المسلمين من الوصول للمسجد لأداء الصلاة فيه، والإبعادات المتواصلة لتقليل أعداد المصلين المسلمين، واستهداف دائرة الأوقاف الإسلامية ورجالاتها وصلاحياتها.
وحملت الوزارة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات الاستفزازية، ونتائجها الخطيرة التي تهدد بتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها، ورأت أن استخفاف دولة الاحتلال بالمواقف الدولية يستدعي الآن وأكثر من أي وقت مضى من المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية ترجمة المواقف والأقوال إلى أفعال وضغوط حقيقية على دولة الاحتلال وقاداتها لإجبارها على وقف التصعيد الإسرائيلي الجنوني، ولجم تصرفات غُلاة المتطرفين الذين باتوا يُسيطرون على مفاصل صنع القرار في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني.
وفي سياق متصل أدان الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الدكتور سعيد أبو علي، تصاعد الحملة الإسرائيلية الممنهجة على مدينة القدس المحتلة والاعتداءات المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته الإسلامية والمسيحية والتي كان آخرها إقتحام عشرات المستوطنين اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي في أول أيام عيد "الأنوار" العبري، الذي يستمر ثمانية أيام.
وانتشر جنود الإحتلال في ساحات المسجد وأخرجوا الشباب الفلسطيني الذين تواجدوا في الساحات، وعرقلوا دخول المصلين وطلاب المدارس الشرعية إلى المسجد،
وأكد أبو على أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قطعان المستوطنين تحت حماية سلطات الإحتلال الإسرائيلي تأتي في إطار محاولات تغيير الوضع القائم وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا.
كما أدان أبو علي في تصريح صحفي له اليوم الأحد، قرار الإبعاد التعسفي والجائر بحق المحامي والحقوقي صلاح الحموري إلى فرنسا وسحب هويته المقدسية، والذي أصدرته محكمة الاحتلال بحقه بذريعة "خرقه الولاء لدولة إسرائيل"، مؤكدا أن قرارات الأبعاد التي تتخذها حكومة الإحتلال الإسرائيلي تندرج تحت سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري في القدس ومحاولات محاصرة المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها وإفراغها من سكانها الأصليين وتهويدها وتغيير معالمها الديمغرافية والجغرافية والتاريخية، وأنها جميعها مخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتشكل جرائم ضد الانسانية.
ودعا الأمين العام المساعد المجتمع الدولي وكافة القوى الدولية الفاعلة للتدخل الفوري لمنع التصعيد الإسرائيلي المتزامن مع قرب تولي الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وانفاذ قرارات الشرعية الدولية، محذرا من أن هذا التصعيد سيشعل الأوضاع في المنطقة ويهدد السلم والأمن في المنطقة والعالم.