حكم زكاة المال عن الأب المتوفي.. تعرف على رأي الفقهاء
يبحث الكثير من المسلمين عن حكم زكاة المال عن الأب المتوفي، فـ هل يجوز الزكاة للمتوفي؟ وهل يمكن إهداء ثواب الزكاة للميت؟ وهل تخرج الزكاة من مال الميت؟ كل هذا وأكثر سنتعرف على حكمه وفقا لرأي الفقهاء، فإلى التفاصيل.
زكاة المال عن الأب المتوفي
لكل من يرغب في معرفة حكم زكاة المال عن الأب المتوفى، فقد بين الفقهاء، أن الميت إذا كان مواظبا على خروج الزكاة طوال حياته، ولكن موته منعه من إخراج الزكاة بعد إتمامها الحول، فعلى ورثته دفع الزكاة المتأخرة عنه من ماله عملا بالحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقْضُوا اللَّهَ فاللَّهُ أحَقُّ بالوَفاءِ).
ولكن إذا كان الميت متعمدا لترك إخراج الزكاة في حياته، بخلا منه أو لقلة إيمانه، ففي هذه الحالة تعددت آراء الفقهاء ولكن الأحوط منها هو إخراج الزكاة عنه، لأن الزكاة لا تسقط بل هي سابقة لحق الورثة في هذا المال، لأنها ركن من أركان الإسلام، وزكاة المال عن الأب المتوفي الذي رفض دفع زكاة المال في حياته لا تبرأ ذمته، لأن منع الزكاة فمن أكبر الذنوب بعد ترك الصلاة.
وما يبين فضل إخراج الزكاة قول النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إنَّ الميِّتَ إذا وُضِع في قبرِه إنَّه يسمَعُ خَفْقَ نعالِهم حينَ يولُّونَ عنه فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصَّلاةُ عندَ رأسِه وكان الصِّيامُ عن يمينِه وكانتِ الزَّكاةُ عن شِمالِه).
هل يجوز الزكاة للمتوفي
جاوب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال هل يجوز الزكاة للمتوفي؟ وذلك خلال البث المباشر المذاع على صفحة الدار على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا: نعم يجوز دفع الزكاة المتأخرة للمتوفي.
ولكن لمن يتساءل عن إهداء ثواب الزكاة للميت، فقد أوضح مجمع البحوث الإسلامية، أن زكاة المال الواجبة إنما تخرج عمن وجبت عليه، أما التصدق على روح ميت، فإنما يكون من باب صدقة النوافل، التي يفعلها الحي للميت، أو القضاء عن الميت فيما وجب عليه قبل موته.
ونذكركم في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".
هل تسقط الزكاة عن الميت
أوضح مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية إجابة السؤال الهام هل تسقط الزكاة عن الميت؟ حيث رأي الفقهاء في حكم من مات وعنده مال بلغ النصاب ولم يخرج زكاته، فالقول الأول، ذهب فيه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن من مات وعليه زكاة لم يؤدها، فإنها لا تسقط عنه بالموت، ويجب إخراجها من ماله سواء أوصى بها أم لم يوص؛ لأنها دين لله، ودين الله أحق أن يقضى.
أما القول الثاني، ذهب الحنفية إلى أن الزكاة تسقط بالموت، بمعنى أنه لا يجب إخراجها من تركة المتوفي لأنها عبادة من شرطها النية، فسقطت بموت من هي عليه، فإن أخرجها الورثة فهي صدقة تطوع منهم، واستثنى الحنفية من ذلك زكاة الزروع والثمار، فقالوا بعدم سقوطها بالموت قبل الأداء.
ويرجح مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية الرأي الأول بوجود دفع زكاة المال عن الأب المتوفى، لأن الميت أولى بالانتفاع بماله من ورثته، ولأنه حق متعلق بالمال فوجب أداؤه؛ مراعاة لحال الفقراء.
طريقة حساب زكاة المال
بعد أن أوضحنا لكم حكم زكاة المال عن الأب المتوفى، نذكركم بطريقة حساب زكاة المال وفقا للشريعة الإسلامية، حيث يتم إجراء عملية حساب النصاب لزكاة النقود أو المال، والنصاب فيها 85 جرام ذهبا أو أكثر، ومقدار الزكاة 2.5%، ولحساب زكاة المال، يتم ضرب المبلغ البالغ للنصاب في 2.5، ومن ثم قسمة الناتج على 100، مع العلم أن وقت إخراج الزكاة هو مرور سنة كاملة على بلوغ المال للنصاب.