مريم رجوي تطالب الدول العربية بقطع علاقاتها مع نظام الملالي
جددت الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي دعوتها إلى دول المنطقة لتشكيل جبهة مشتركة ضد نظام ولاية الفقيه في ايران.
وقالت في كلمة موجهة عبر الفيديو إلى مؤتمر نظمته لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية في بروكسل إنه “منذ سنوات طويلة ونحن ندعو دول المنطقة إلى إقامة جبهة مشتركة ضد نظام ولاية الفقيه يعتبر الشعب الإيراني ومقاومته جزءًا ضروريًا مهمّا فيها” مؤكدة على اهمية مثل هذه الخطوة لتخليص إيران والمنطقة من شر التطرف الديني والإرهاب وإثارة الحروب.
واوضحت أن الشعب الإيراني لن یصل إلی الحرية والديمقراطية ما لم يسقط نظام الملالي، ولن تنال المنطقة والعالم السلام والطمأنينة إلا إذا تم استهداف مركز التطرف، المتمثل بنظام الولي الفقيه، مشددة على بديل النظام الذي يمثله المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ونضاله المستمر منذ عقود من أجل إيران حرة وبناء علاقات الصداقة والأخوة والسلام في المنطقة والعالم.
وطالبت دول المنطقة بإدانة قتل وتعذيب وقمع المنتفضين في إيران، الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام، التأكيد علی شرعية نضال الشباب الثوار ضد قوات الحرس وحقهم في الدفاع عن أنفسهم، وطرد نظام الملالي من منظمة التعاون الإسلامي، وقطع علاقات الدول العربية والإسلامية معه.
وعند استعراضها مراحل تدخلات نظام الملالي في دول المنطقة قالت رجوي إنه مع توسع الحرس، كلف فيلق القدس ـ فرعه العامل خارج الحدود ـ بالاعتماد على الجماعات التي تعمل بالوكالة عنه، في بث الفرقة والإرهاب وارتكاب الجريمة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسوريا، وبهذه الطريقة أصبحت قوات الحرس أساس معظم الجرائم والخبائث التي ارتكبتها الجماعات المتطرفة.
واضافت ان خميني لجأ إلى تصدير الرجعية والإرهاب، والسعي للهيمنة علی المنطقة، من اجل الحفاظ على نظامه الكهنوتي، وكانت نتيجة هذه الإستراتيجية الشريرة إعادة إشعال الحروب بشكل متكرر في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب الايرانية ـ العراقية، تدمير سوريا وتشريد ملايين المواطنين المظلومين من ذلك البلد، وتوجيه ضربات هائلة إلى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان والعراق واليمن.
وتوقفت رجوي في كلمتها عند اللحظة التاريخية التي تمثلها الانتفاضة الشعبية المستمرة في ايران على مدى الاشهر الاربعة الماضية سواء بالنسبة للداخل الايراني أو على مستوى المنطقة.
وقالت ان الانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني مستمرة بدماء أکثر من 750 شابا ومراهقا واعتقال وتعذيب 30 ألف شخص لتشكل لحظة تاریخیة ليس فقط على مصير إيران، وانما على مصير الشرق الأوسط والعالم أيضا.
وفي سياق تاكيدها على العمق السياسي للانتفاضة استطردت رجوي قائلة إن الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني ضد نظام ولاية الفقيه، التي يعود تاريخها إلى ما قبل 40 عامًا، ستجلب الحرية والسلام والأمن هذه المرة.
وذكرت الرئيسة المنتخبة من المقاومة ان الانتفاضة كشفت عن صراع حاد بين المجتمع الإيراني ونظام الملالي، مشيرة إلى تصريحات لمسؤولين في النظام، جاء فيها ان عدد عناصر الأمن الذين هاجمهم المنتفضون يصل إلى سبعة آلاف شخص.
ولدى توقفها عند التوسع في رقعة الانتفاضة اشارت رجوي لتصريحات القائد العام لقوات الحرس حسين سلامي، التي شبّه من خلالها وضع النظام بمدينتي “هيروشيما” و“ناكازاكي” فی الیابان أثناء القصف النووي.
واعادت إلى الاذهان قول قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي بعدم العودة إلى التوازن السابق، وتاكيده دخول النظام في فخّ السقوط، وعجزه عن الخروج منه مهما تقلّب الوضع.
وتطرقت لكابوس النظام المستمر، المتمثل في تمكن مجاهدي خلق من لعب دور مهم في تنظيم الانتفاضة، من خلال توسيع وحدات المقاومة، مشيرة إلى ان ذلك من أهم الفروق بين الانتفاضة الحالية والانتفاضات الماضية.
واشارت إلى المشاركة الكثيفة للمرأة ومختلف مكونات الشعب الايراني في الانتفاضة، قائلة أن النساء والفتيات في مقدمة المواجهة مع قوات الحرس في العديد من المواقع، ونظمن الاحتجاجات في العديد من الساحات.
وافادت رجوي في كلمتها بان قمع الحريات والنساء وحرمان القوميات واضطهادها وفرض الفقر والتجويع علی عشرات الملايين من المواطنين في بلد مثل إيران ناجم عن حكم ولاية الفقيه، وهذا الحكم المتخلف هو المشکلة الرئیسیة.
وتوقفت عند خدعة السيناريوهات التي يروجها حكم الولي الفقيه للتحذير من عودة حكم الشاه، مشيرة إلى هتاف المواطنين المنتفضين آلاف المرات بالموت للظالم، سواء كان الشاه أو المرشد، والشعارات المماثلة التي يتم يرددها المنتفضون ضد كل من النظامين السابق والحالي، وتاكيد رفضهم لاي شكل من اشكال الديكتاتورية.
وشددت على تلقي الخداع الديني ـ باعتباره الرصيد الأيديولوجي للنظام ـ ضربة قاصمة، مشيرة إلى فشل نموذج الاستبداد الديني، رغم عدم سقوط نظام الملالي.
وكانت قد شاركت في المؤتمر شخصيات عربية من فلسطين والأردن ولبنان واليمن والعراق وتونس والجزائر وموريتانيا والسودان، بالإضافة إلى قادة المعارضة السورية.
وحذر المشاركون من الدور الذي يلعبه حكم الولي الفقيه في زعزعة استقرار دول المنطقة، واكدوا على وقوفهم إلى جانب الانتفاضة الايرانية باعتبارها امتدادا للمقاومة المستمرة في البلاد منذ اربعة عقود ونيف، مشددين على الدور المحوري الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية في تحديد مستقبل ايران والمنطقة من خلال تقديمهما البديل الديمقراطي للنظام الحاكم في ايران.
واشارت الشخصيات العربية في في كلماتها إلى اهمية خطة النقاط العشر التي طرحتها رجوي لاحداث التغيير في ايران.