مريم رجوي: الانتفاضة امتداد نضالات 40 عاما وتاكيد على رفض دكتاتورية الشاه والملالي
جددت الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية مريم رجوي التأكيد على ان انتفاضة الشعب الايراني امتداد معركة مستمرة منذ اربعين عاما، يتم خوضها بنفس الشعارات والافكار والتطلعات، بقيادة نساء وفتيات وشبان ووحدات المقاومة، وتتجه نحو إسقاط النظام واقامة إيران الحرة.
وشددت خلال كلمة موجهة للمشاركين في مؤتمر “الثورة الديمقراطية الإيرانية…انتفاضة من أجل الحرية والديمقراطية” الذي عقد في تورنتو على ثوابت نضال المقاومة الايرانية، على مدى الاربعين عاما الماضية، والمتمثلة في رفض القمع والديكتاتورية ايا كانت اشكالها، اقامة جمهورية ديمقراطية، احلال العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والسلب والنهب، فصل الدين عن الدولة، منح القوميات حقوقها والحكم الذاتي لكردستان، اتاحة المجال امام حرية الافكار والاديان، المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، اعطاء المرأة دورها في القيادة السياسية، التخلص من الدين القسري والحجاب الإجباري، الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإلغاء التعذيب والإعدام ومحاكم التفتيش.
واشارت في كلمتها للمؤتمر الذي عقد بمناسبة الثورة المناهضة للملكية في إيران لصحة رؤية المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق، حين وضعا خطا احمر برفضهما حكم الشاه والملالي، مشددة على ان الثورة الديمقراطية في ايران حصيلة رفض نظامي الشاه والملالي.
واستعرضت متغيرات وانجازات الاشهر الخمسة الماضية، التي شهدت نزول قوى لا حصر لها إلى الميدان، مشيرة إلى مشاركة الشباب والنساء في قيادة الفعاليات الاحتجاجية.
وفي هذا السياق توقفت رجوي عند فشل عمليات القتل والاعتقالات الجماعية في ترهيب وإسكات الشعب، ولا سيما الثوار، مشيرة إلى اعلان المقاومة عن اعتقال 30 ألف شخص خلال الاشهر الماضية واعتراف النظام باعتقال 29 ألفًا، بينهم نحو عشرة آلاف معتقل في طهران وحدها، أجبار النظام المواطنين العزل على الدفاع عن أنفسهم، مما ادى لاصابة أكثر من 7000 شخص من عناصر القمع خلال الاشتباكات وإضرام النيران في أكثر من ألف قاعدة للباسيج والحرس ومقار ومراكز حكومية، وتعرض 700 سيارة و800 مركز للهجوم، بالاضافة إلى عجز النظام عن الاستجابة لمطالب مجتمع يضم 85 مليون نسمة، علاوة على تفاقم الاوضاع الاقتصادية.
وذكرت ان خامنئي ورئيسي يسيران في الاتجاه المعاكس لايجاد الحلول الاقتصادية، فلم تزل سياستهم قائمة على سرقة ما تبقّی في موائد المواطنين وجيوبهم، وبيع أصول الدولة بسبب مشكلة عجز الميزانية، مشيرة إلى خشية حكم الولي الفقيه من السقوط في حال القيام بتغييرات سياسية تفرضها الاوضاع.
ولدى استعراضها لجذور الصراع مع نظام الملالي توقفت رجوي عند عدد من المحطات البارزة، قائلة أن شاه ايران المخلوع ووالده لم يتركا أي مكان لأي شخص وأي شيء باستثناء شبكة الملالي خلال نصف قرن من الديكتاتورية، ووصل الأمر إلى حد حل الاحزاب المصطنعة والابقاء على حزب “رستاخيز” الامر الذي مهد لفرش البساط المضرج بالدم لخميني، عند عودته إلى البلاد، واقامته دكتاتورية دينية، بالمواد المتبقية من ديكتاتورية الشاه.
واشارت إلى دعوة قائد المقاومة مسعود رجوي ـ الذي تحرّر من السجن بعد 7 سنوات ونصف من الاعتقال وقبل 10 أيام من وصول خميني ـ منذ اليوم الأول إلى ثورة ديمقراطية وتجنب الحديث عن الثورة الإسلامية.
واشارت إلى الخطاب الذي القاه مسعود رجوي في جامعة طهران بعد 10 أيام من سقوط نظام الشاه، حذر فيه من الاستمرار في استخدام ذريعة الانفصال لزيادة القمع في كردستان وبلوشستان، واكد خلاله عدم وجود فوارق بين مطالب المواطنين في هذه المناطق والمطالب المطروحة في طهران وأذربيجان، سوى ما ترتب على تعرض الاهالي لاضطهاد مزدوج بسبب اللغة والعرق.
وافادت بان هذه المواقف جلبت لمجاهدي خلق الضغوطات والهراوات والرصاص، لكنها كانت ضرورية للحفاظ على الشرف والقيام بالواجب والمسؤولية التاريخية، وتقديم بديل ديمقراطي لائق اليوم.
ولدى تطرقها لاستيلاء خميني على الثورة وصفته رجوي بإنه السارق الاعظم في القرن، مشيرة إلى سياسته التي حولت الشعب الايراني إلى حبيس الفقر والحرمان، ومشددة على عجزه عن اخضاع الايرانيين.
ووضعت العالم امام مسؤولياته تجاه الشعب الايراني وانتفاضته بمطالبتها المجتمع الدولي بالتضامن مع الانتفاضة والثوار.
وحثت المجتمع الدولي على عدم الاكتفاء بالعقوبات الرمزية وغيرالفعالة، وتقديم خامنئي، رئيسي، روحاني، ظريف، وكل من تلطخت أيديهم بالدماء لمحاكمة دولية، من اجل دفع ثمن الدماء التي سفكت ظلمًا خلال السنوات الـ 44 الماضية، بما في ذلك ضحايا الهجوم الصاروخي على الطائرة الأوكرانية.
وطالبت بادراج حرس خامنئي ومخابراته في قوائم الإرهاب تمهيدا لتفكيكهما، باعتبار هذه الخطوة ضرورة للسلم والأمن الدوليين، اغلاق سفارات النظام لإنهاء وظيفتها كأوكار للتجسس وتصدير الإرهاب والتطرف، ابطال صلاحية جوازات سفر مرتزقة النظام وطرد جميع عملاء ومستخدمي الحرس والمخابرات وفيلق القدس التابع للملالي، مشيرة إلى حكم المحكمة البلجيكية المتعلق بالمتورطين في خطة تفجير مؤتمر المقاومة.
ودعت رجوي في كلمتها إلى الاعتراف بحق شباب وشعب إيران في الدفاع عن النفس ومقاومة الفاشية الدينية واسقاطها ووقف صفقات بيع أدوات التجسس ومعدات القمع والرقابة للنظام.
وخاطبت المشاركين في المؤتمر قائلة “ان تجمعكم بمناسبة ذكرى الثورة ضد نظام الشاه يجسّد عزم وسعي شعب شجاع اتبع نهج الانتفاضة والحل الثوري لإسقاط نظام ولاية الفقيه” ويعكس صوت الشعب الإيراني المؤكد على استمرار الانتفاضة والثورة حتى إسقاط النظام.
وكانت قد شاركت في المؤتمر الذي عقدته الجالية الايرانية في كندا شخصيات سياسية بارزة وأعضاء في البرلمان الكندي ومجلس الشيوخ.