سلس البول والصلاة.. ما حكم الطهارة ومتى يستلزم إعادة الوضوء؟
يتساءل عدد كبير من المسلمين عن سلس البول والصلاة، فما هو حكم طهارة مريض سلس البول، وهل سلس البول ينجس الملابس؟ فمن الناحية الطبية يشير سلس البول إلى فقدان القدرة على التحكم في المثانة، وهو من الاضطرابات الشائعة التي تصيب الجهاز البولي وينتج عنها تبول سريع ولا إرادي بتسريب نقط من البول، وفي هذا التقرير نوضح لكم حكم الصلاة في ظل الإصابة بـ سلس البول.
سلس البول والصلاة
لكل من يتساءل عن حكم سلس البول والصلاة، فقد أوضح جمهور أهل العلم أن مريض سلس البول عليه أن يتوضأ لكل صلاة مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمستحاضة التي معها الدم دائمًا "توضئي لوقت كل صلاة"، فإذا دخل الوقت توضأ مريض سلس البول، وصلى على حسب حاله ولو خرج البول ما دام في الوقت يصلي، كما يجوز له أن يقرأ القرآن من المصحف، وأن يصلي الفريضة والنافلة ما دام الوقت، فإذا خرج الوقت بطل وضوءه، وعليه أن يتوضأ وضوءًا آخر للصلاة الجديدة.
حكم سلس البول المتقطع
أما حكم سلس البول المتقطع أثناء الصلاة، فقد أوضحته دار الإفتاء المصرية مؤكدة بأن الطهارة شرطٌ من شروط صحة الصلاة، ولو خرج البول ولو قطرة واحدة في حالة الشخص السليم انتقض الوضوء؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ".
وأضافت دار الإفتاء أن سلس البول من الحالات المرضية الطارئة، وعلى مريض سلس البول المتعذر أن يتوضأ مرة واحدة ولا يلتفت بعد ذلك لما يتقاطر منه من البول من غير تحكم، وتعتبر صلاته وقراءته صحيحة مع قيام هذا العذر، وذلك حتى ينتقض وضوءُه بشيء آخر غير هذا العذر.
والت الدار في فتواها إنه إذا خرج البول واستمر ولم ينقطع ولم يستطع المريض وقفه كان ذلك عذرًا يبيح الترخيص بقدره، و«الضرورات تبيح المحظورات»، فعلى من ابتلي بهذا العذر أن يتوضأ لوقت كل صلاة ويصلي بهذا الوضوء ما شاء من الفرائض والنوافل في الوقت، ويبطل وضوءُه.
هل سلس البول ينجس الملابس
ومن الأسئلة التي تراود أذهان بعض المرضى من المسلمين بشأن سلس البول والصلاة هي، هل سلس البول ينجس الملابس؟ ووفقا لجمهور أهل العلم يجب على مريض سلس البول التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع منعا لانتشار النجاسة في الثياب، وإذا انتشرت النجاسة في الثياب لزمه أن يغسل الموضع المتنجس من الثوب إذا أراد الصلاة إلا أن يعجز عن ذلك، فإن اجتناب النجاسة شرط في صحة الصلاة مع العلم والقدرة.