زلزال المغرب المدمر.. ما الجديد في الكارثة الأكثر دموية منذ عقود؟

يحاول رجال الإنقاذ في المغرب العثور على ناجين تحت أنقاض المباني المنهارة، حيث بدأت البلاد حدادًا لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 2000 شخص وخلفت العديد من الجرحى والمشردين.

كان زلزال يوم الجمعة الذي بلغت قوته 6.8 درجة، وهو الأكثر دموية في المغرب منذ أكثر من ستة عقود، مركزه أسفل مجموعة نائية من القرى الجبلية على بعد 45 ميلًا جنوب مراكش، وهز البنية التحتية حتى الساحل الشمالي للبلاد.

وأفادت الحكومة أن ما لا يقل عن 2012 شخصًا قتلوا وأصيب أكثر من 2059 آخرين، العديد منهم في حالة خطيرة. وفي مراكش، نام كثير من الناس في الخارج على الأرصفة والساحات خوفا من العودة إلى منازلهم.

وهرعت القوات الأمنية وخدمات الطوارئ للوصول إلى القرى النائية حيث يخشى أن يكون هناك المزيد من الضحايا المحاصرين.

وترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس اجتماعا طارئا للاستجابة للكوارث بعد ظهر السبت وأعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وقال القصر إنه تم نشر وحدات الحماية المدنية لزيادة المخزون في بنوك الدم وضمان توفير الموارد بما في ذلك المياه والغذاء والخيام والبطانيات للمناطق المتضررة.

وقال عمر باجو، من قرية قريبة من أسني عند سفح جبال الأطلس، على بعد 30 ميلا جنوب مراكش، إن قوة الزلزال طردته من السرير، مما أرعبه هو وزوجته.

وقال: "اعتقدت في البداية أنها طائرة سقطت بطريقة ما على سطح المبنى الذي نعيش فيه". بعد فرارهم إلى الخارج، وجدوا الفوضى في قريتهم. “لقد انهارت جميع المنازل المحيطة، وخاصة تلك المبنية من الطوب اللبن، وكان في المنازل الأخرى شقوق كبيرة، شقوق قاتلة، وكأنها يمكن أن تنهار في أي لحظة. قال: “كان هناك غبار في كل مكان، وأصوات صراخ”.

بدأ باجو والقرويون الآخرون بمحاولة إخراج جيرانهم من تحت منازلهم. "لقد تمكنا من إنقاذ العديد من الأشخاص الذين دفنوا تحت الأنقاض، أنقذنا البعض ولكن آخرين كانوا قد ماتوا بالفعل، مثل جارتي. وفقد آخر طفليه وأصيبت زوجته. في المجمل، كان هناك خمسة قتلى من بنايتنا”.

وبسبب الرعب والبرد، بقي سكان القرية في الخارج لمدة يومين دون ماء أو كهرباء، وكانوا خائفين جدًا من العودة إلى منازلهم خوفًا من المزيد من الهزات الارتدادية أو المباني المنهارة.

وقالت سامية الرزوقي، الخبيرة في تاريخ وحكم الدولة المغربية بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا: “إن الطرق والوصول إلى هذه المنطقة صعب بالفعل، قبل أن تتفاقم ذلك بصعوبات مثل الركام أو مشاكل الطرق. سيتطلب الأمر معجزة للحصول على مساعدة فورية هناك”.

يعيش أفراد المجتمع الأمازيغي المهمش في المغرب، والمعروفين أحيانًا باسم البربر، بين القرى الواقعة في منطقة الزلزال. وقال الرزوقي: “لقد تعرضت هذه المناطق تاريخيًا للزلازل، لكنها تم تهميشها أيضًا”.

وعرضت عدة دول من بينها إسرائيل وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة المساعدة، وفتحت الجزائر المجاورة، التي تربطها علاقات معقدة مع المغرب، مجالها الجوي المغلق منذ عامين أمام الرحلات الجوية التي تحمل المساعدات الإنسانية والمصابين.

وسجلت ولاية الحوز، فوق مركز الزلزال، أكبر عدد من الوفيات بـ1293، تليها ولاية تارودانت بـ452.

وصف الناس في جميع أنحاء البلاد رعبهم لعدم قدرتهم على الاتصال بأحبائهم في القرى الواقعة في جميع أنحاء منطقة الزلزال، حيث كانت شبكات الهاتف غير مكتملة، وفي بعض الحالات لا تزال غير قادرة على العمل بعد الزلزال.

وبينما كانت البلاد في حالة حداد، شكك البعض في سرعة الاستجابة للطوارئ. ولطالما اتُهم الملك بهدوء بالحكم من مقر إقامته في فرنسا. ورغم عودته لرئاسة اجتماع الاستجابة الطارئة، قال البعض إن ساعات حيوية ربما ضاعت بسبب الحاجة إلى موافقة القصر وسيطرته.

وقال سكان مراكش، وهي أكبر مدينة قريبة من مركز الزلزال، إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وأظهر مقطع فيديو مسجد الكتبية الشهير الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر في المدينة، والذي يقع فوق سوق جامع الفنا المركزي، وهو يهتز بقوة الهزات الأولية، بينما فر الناس إلى المنطقة المفتوحة بحثًا عن الأمان.

وأوضح الصليب الأحمر إن إصلاح الأضرار التي أحدثها الزلزال القوي قد يستغرق سنوات، وتعهدت اليونسكو بالمساعدة في إصلاح الأضرار التي لحقت بالتراث في مدينة مراكش التاريخية، لكن احتمال إعادة البناء في البلدات والقرى النائية التي يتعذر الوصول إليها يبدو أكثر صعوبة.