الحرب السودانية تدخل شهرها الثامن.. ولا أفق للتسوية
دخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان شهرها الثامن، واتسعت رقعة القتال والخسائر والدمار الواسع الذي طال العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الغربية، وسط تشاؤم كبير حيال حل نهائي للأزمة التي أحدثت تغييرًا كبيرًا في وجه البلاد إلى ماهو أسوأ.
وصلت الخسائر البشرية إلى أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين إلى مناطق داخل وخارج البلاد، واستمر توقف أكثر من 70 في المئة من النشاط الاقتصادي، واتسعت رقعة الجوع لتطال أكثر من 24 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.
تعثر في المفاوضات واتساع وتيرة القتال
على الرغم من استئناف مفاوضات السلام في مدينة جدة الأسبوع الماضي؛ إلا أن وتيرة القتال اتسعت بشكل ملحوظ خصوصا في إقليم دارفور بغرب البلاد الذي تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة فيه على مدينتي نيالا وزالنجي الاستراتيجيتين، لتصل نسبة سيطرتها على مجمل مناطق الإقليم الأكبر في البلاد إلى أكثر من 70 في المئة، إضافة إلى نحو 90 في المئة من العاصمة الخرطوم ومدن ومناطق أخرى في إقليم كردفان.
اقتصاد منهار
تداعيات الحرب أدت إلى توقف عجلة الإنتاج في معظم مناطق البلاد، وفقدت معظم الأسر السودانية مصدر دخلها لترتفع معدلات الفقر إلى أكثر من 60 في المئة وسط شح حاد في السلع الغذائية.
ومع إطالة أمد الحرب هناك تخوف من تشكل واقعًا جديدًا تصعب السيطرة عليه؛ إذ لم يتم الوصول إلى حلول واقعية تخاطب الأزمة، وتمنع تمددها أكثر.
وتشير التقديرات إلى أن أي محاولة لمعالجة سطحية للواقع الذي خلقته الحرب الحالية عبر ترتيبات أمنية تبنى فقط على القوات المسلحة والدعم السريع فقط، وتتجاهل وضعية بقية المليشيات، وتبقي عليها وعلى أسلحتها وعتادها العسكري، وتضع خطوات عملية لإنهاء الأساس القانوني والمادي لوجودها، لن تفضي الإ لتأجيل للحرب، أو إغراق البلاد مستقبلا في مستنقع الفوضى، والإبقاء على عناصر الانقسام الاجتماعي الذي صنعته الحرب.
خسائر فادحة
1- قتل أكثر من 10 آلاف شخص وشرد نحو 8 ملايين شخص من مناطقهم الأصلية خلال الأشهر السبع التي تلت اندلاع الحرب في منتصف أبريل.
2- تعرض مئات المباني الحكومية والخدمية لدمار كامل أو جزئي.
3- قدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة بأكثر من 100 مليار دولار حسب بيانات مستقلة؛ كما توقف أكثر من 400 مصنع عن العمل تماما بعد اندلاع الحرب.
4- أحدثت الحرب دمارا واسعا في البنية التحتية شمل جزءا كبيرا من شبكات المياه والكهرباء والطرق والجسور وغيرها من المرافق الحيوية.
5- أصيبت الخدمات بما فيها الصحية بشلل شبه تام وكامل.
كل هذا يحدث في السودان... ومع ذلك انصرفت الدول العظمى باهتمامها بالحرب في الشرق الأوسط فقط، تاركة الملفات الأخرى بما فيها الملف السوداني لنسيان قاتل وسط تفاقم المعاناة الإنسانية والخسائر البشرية والمادية الفادحة.