الداعم الأكبر.. ما حدود التدخل الأمريكي في حرب غزة؟
تعد الولايات المتحدة بمثابة أكبر داعم عسكري لإسرائيل على الإطلاق، إذ تقدم لها مساعدات دفاعية سنوية بقيمة ثلاثة مليارات و800 مليون دولار، وفور بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر الماضي تعهدت الولايات المتحدة بدعمها القوي لإسرائيل، وعززت ذلك بمساعداتها العسكرية ودعمها السياسي والدبلوماسي والاعلامي الكامل والشامل.
لكن مع الشعور المستمر بآثار الحروب والنزاعات الماضية في المنطقة، هناك سؤال يطرح نفسه:ما حدود التدخل الأمريكي؟
دعم أمريكي كامل
أوضح الرئيس جو بايدن، في أول رد فعل له بعد إعلان حماس عن عمليتها الأولى الناجحة على إسرائيل: "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل".
البنتاغون أعلن إن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لهجوم عدة مرات في الأيام الأخيرة، كما اعترضت مدمرة أمريكية موجودة في البحر الأحمر، صواريخ تم إطلاقها من اليمن "يُحتمل" أنها كانت موجهة نحو إسرائيل...رغم عدم تأكيد هذا الخبر حتى الآن.
ولدى الولايات المتحدة بالفعل حاملة طائرات هجومية في شرق البحر المتوسط، وانضمت إليها حاملة أخرى في المنطقة، وتضم كل حاملة طائرات أكثر من 70 طائرة - وهي قوة كبيرة، كما وضع بايدن الآلاف من القوات الأمريكية على أهبة الاستعداد للانتقال إلى المنطقة إذا لزم الأمر.
كما أن الطائرات الإسرائيلية التي تقصف غزة، هي طائرات أمريكية الصنع، ومعظم الذخائر التي تستخدم الآن موجهة بدقة، كما يتم إنتاج بعض الصواريخ الاعتراضية الخاصة بنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية" في الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة ترسل إمدادات جديدة من تلك الأسلحة حتى قبل أن تطلبها إسرائيل، وطلب الرئيس بايدن يوم الجمعة من الكونغرس الموافقة على تمويل بقيمة 14 مليار دولار لصندوق الحرب لحليفته في الشرق الأوسط، باعتبار ذلك جزءًا من حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 105 مليارات دولار.
وفي اليوم التالي أعلن البنتاغون أنه سيرسل نظامين من أقوى أنظمة الدفاع الصاروخي لديه إلى الشرق الأوسط، وهما بطارية "ثاد" لنظام الدفاع الصاروخي ذات الارتفاع العالي، وبطاريات باتريوت إضافية.
دعم مشروط
وفي حين ترغب إسرائيل بتوريط الولايات المتحدة اكثر فأكثر من خلال اعتقادها أن لا أحد يشهر مسدسه إلا ليستخدمه.
في حين يعتقد الأمريكان في ضوء تجربة الحروب السابقة القاسية، أن عليهم أن يترددون كثيرا قبل أي تدخل مباشر في حرب غزة.
تهديد حزب الله على أمن إسرائيل
يمثل حزب الله المدعوم من إيران تهديدًا أكبر بكثير من حماس في غزة، فهو يمتلك ترسانة تضم نحو 150 ألف صاروخ، وهي أقوى وأدق من تلك التي تستخدمها حماس.
لكن حزب الله مثله مثل جماعة الحوثيين، يتحليان بانضباط صارم وطاعة عمياء لطهران، ولن يستخدما سلاحهما إلا بما يخدم الأجندات الايرانية على وجه الدقة والتحديد.
أظهرت زيارة الرئيس بايدن لإسرائيل أن الدعم الأمريكي مشروط، فهو يريد من إسرائيل أن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا يريد أن يرى إسرائيل تحتل قطاع غزة إلى أجلٍ غير مسمىً، وقال لشبكة سي بي إس إن فعل ذلك سيكون "خطأً كبيرًا"، كما قد يكون الدعم الأمريكي أيضًا محددًا بالوقت...وعدم حدوث خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.