أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم.. الصباح أم الليل؟

يتساءل الكثير من المرضى عن أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم، وهو ما نوضحه لكم من خلال توصيات أطباء القلب، فقد كانت النصيحة المعتادة فيما يتعلق بموعد تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم هي تناولها في الصباح، ولكن هناك أدلة متزايدة على أن معظم أدوية ضغط الدم تكون أكثر فعالية في الليل.

ويتم تحديد أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم، بالاعتماد على مفهوم يسمى العلاج الزمني، وهو نهج لتحديد توقيت العلاج الطبي بناءً على الإيقاعات اليومية، حيث الدورة الطبيعية للتغيرات الجسدية التي تحدث في الجسم كل 24 ساعة، ووفقا للدراسات الطبية استُخدم هذا النهج للعثور على أفضل أوقات اليوم لعلاج حالات طبية أخرى، بما في ذلك انقطاع النفس أثناء النوم، وأمراض الكلى المزمنة والسكري، ونوضح لكم من خلاله أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم.

أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم 

تشير العديد من الدراسات إلى أن أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم حتى تعمل بشكل أفضل هو الليل، وكانت أكبر وأهم هذه التجارب هي تجربة Hygia Chronotherapy دراسة استمرت ست سنوات لأكثر من 19000 شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، قام فيها الباحثون بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تناولت المجموعة الأولى أدوية ضغط الدم في الصباح، بينما تناولتها المجموعة الثانية في الليل. 

واستخدم جميع المشاركين جهاز قياس ضغط الدم مرة واحدة على الأقل في العام لتسجيل ضغط الدم لديهم، ووجد الباحثون أنه عند المقارنة بالمجموعة الصباحية، فإن أولئك الذين تناولوا علاج ضغط الدم في الليل كانوا أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات أو للموت بسبب عدد من الحالات، وكان خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أقل بنسبة 49%، كما انخفض خطر الإصابة بالنوبة القلبية بنسبة 34%، وانخفض خطر الإصابة بقصور القلب أقل بنسبة 42%.

ووجدت دراسة أجريت عام 2015 في مجلة Diabetologia أن تناول هذه الأدوية في الليل يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وتشير دراسات أخرى إلى مزايا محتملة لتناول أدوية ضغط الدم في الليل، أحدها أن العديد من الأشخاص أكثر عرضة لتناول أدويتهم قبل النوم بدلًا من تناولها في الصباح، والميزة الأخرى هي أن تأثيرات هذه العلاجات قد تتلاشى بشكل أبطأ عند تناولها في الليل مقارنة بتناولها في الصباح.

لا يعني أي من هذا أنه لا ينبغي لك تناول أدوية ضغط الدم في الصباح. في الواقع، قد يكون من الأفضل تناول مدرات البول. فهي تعمل عن طريق مساعدة الكلى على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم. وقد تتسبب في التبول أكثر، مما قد يعني المزيد من الرحلات إلى الحمام في الليل.

كيف تعمل أدوية ضغط الدم

هناك 11 فئة من أدوية ضغط الدم، تعمل كل فئة بطرق مختلفة، والهدف العام هو خفض الضغط في الأوعية الدموية وفي بعض الأحيان تقليل العمل الذي يتعين على القلب القيام به كالتالي:

• تعمل مدرات البول على إخراج السوائل الزائدة والصوديوم من الجسم لتقليل حجم الدم والضغط في الأوعية الدموية.
• تعمل حاصرات بيتا على إبطاء ضربات القلب، كما أنها تقلل من الجهد الذي يبذله القلب.
• تساعد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين على تقليل كمية هرمون يسمى الأنجيوتنسين، حيث يؤدي هذا الهرمون إلى تضييق الشرايين.
• تعمل حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين على حجب مستقبلات الأنجيوتنسين لمنعه من تضييق الشرايين.
• تعمل حاصرات قنوات الكالسيوم على إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها، مما يقلل الضغط في الأوعية. كما تعمل أيضًا على خفض معدل ضربات القلب.
• تساعد حاصرات ألفا على استرخاء جدران الأوعية الدموية.
• تعمل ناهضات مستقبلات ألفا-2 على خفض نشاط الجهاز العصبي الودي، وهو جزء من الجهاز العصبي يتحكم في معدل ضربات القلب ووظائف الجسم اللاإرادية الأخرى.
• يتم استخدام حاصرات ألفا وبيتا المركبة لعلاج قصور القلب، ويتم وصفها أحيانًا لعلاج أزمة ارتفاع ضغط الدم.
• تعمل المواد المحفزة المركزية على جعل انقباض الأوعية الدموية أكثر صعوبة.
• تعمل مثبطات الأدرينالية الطرفية على منع المواد الكيميائية في الدماغ التي تلعب دورًا في تضييق الأوعية الدموية.
• تعمل موسعات الأوعية الدموية على استرخاء جدران الأوعية الدموية، مما يساعدها على التوسع وخفض ضغط الدم.

وأخيرا ينبغي التنويه بأن قبل تغيير موعد تناول أدوية ضغط الدم من الصباح إلى الليل، يجب التحدث إلى الطبيب المعالج لتحديد الوقت المناسب من اليوم، فعلى الرغم من تأكيدات الدراسات الحديثة إلى أن تناول أدوية ضغط الدم في الليل أكثر فعالية، إلا أن هذا التغيير قد لا يقدم نفس النتائج المفيدة للجميع.