الهند تحقق في مأساة تدافع قطارات نيودلهي: 18 قتيلًا غالبيتهم نساء وأطفال

فتحت السلطات الهندية تحقيقًا رسميًا لكشف ملابسات حادث التدافع المأساوي الذي وقع مساء أمس في محطة قطارات نيودلهي، عندما اندفع المئات للصعود على متن القطارات المتجهة إلى مدينة "براياجراج"، حيث يُقام أحد أكبر التجمعات الدينية في البلاد، وأسفر الحادث عن وفاة 18 شخصًا وإصابة 11 آخرين، وسط مشاهد من الفوضى والذعر.
وأوضحت الدكتورة ريتو ساكسينا، نائبة مدير مستشفى "لوك ناياك" في نيودلهي، في تصريحات نقلتها صحيفة "20 مينوت" الفرنسية، أن الضحايا لم يُظهروا أي إصابات ظاهرة، مرجحة أن تكون أسباب الوفاة ناتجة عن الاختناق بسبب نقص الأكسجين.
وأضافت أن التشريح سيوضح ما إذا كان هناك إصابات بأدوات حادة، مشيرة إلى أن معظم الضحايا من النساء والأطفال، بينما المصابون في حالة مستقرة رغم تعرضهم لكسور في العظام.
من جانبه، أعلن وزير السكك الحديدية الهندي، أشويني فايشناو، بدء تحقيق موسع في الحادثة لتحديد أسباب الفشل في إدارة الحشود داخل المحطة.
ويُعد التجمع الديني الذي يقام في "براياجراج" من أكبر الفعاليات الدينية في العالم، حيث يجتذب ملايين الزوار من داخل الهند وخارجها للاغتسال عند ملتقى نهري الغانج ويامونا المقدسين لدى الهندوس.
تُعد حوادث التدافع خلال المهرجانات الدينية في الهند أمرًا شائعًا نتيجة سوء إدارة الحشود وضعف الإجراءات الأمنية.
ففي يناير الماضي، شهد مهرجان "كومبه ميلا" – الذي يُنظَّم كل 12 عامًا – تدافعًا أسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة 90 آخرين.
كما شهدت الهند مآسي مماثلة على مر العقود، أبرزها كارثة عام 1954، التي أودت بحياة أكثر من 400 شخص بسبب التدافع والغرق خلال فعاليات دينية، بالإضافة إلى حادثة 2013 التي شهدت مصرع 36 شخصًا في محطة "براياجراج" للقطارات.
وتُثير هذه الحوادث تساؤلات مستمرة حول فعالية الإجراءات الأمنية ومدى جاهزية السلطات لإدارة التجمعات الحاشدة، لا سيما مع التوقعات بتوافد ملايين الحجاج على المدينة خلال الأيام المقبلة.