وفاة الكاتب السوري وليد إخلاصي بعد صراع مع المرض
توفي الكاتب السوري وليد إخلاصي، بعد صراع مع المرض في مدينة حلب، عن عمر ناهز 87 عاما.
ويعتبر إخلاصي، من رواد الرواية والقصة القصيرة في سوريا والعالم العربي، وتمرس الراحل في كتابة المسرحية والدراسات الأدبية والمقالات، وعمل في الصحافة في عدة صحف محلية وعربية.
وكتب الراحل القليل من الشعر، وقد ترجمت كتاباته إلى لغات عدة منها الفرنسية والإنجليزية والألمانية والهولندية، الأرمنية، والروسية، واليوغزسلافية، والبولونية.
وولد الكاتب إخلاصي، في مايو عام 1935 في لواء الاسكندرون، ونشأ في بيئة أدبية وفنية ساهمت في وضعه على السلم الثقافي منذ الخطى الأولى، فكان والده رئيسا لتحرير مجلة الاعتصام التي كانت تصدر في حلب خلال عشرينيات القرن الماضي.
وتدرج الكاتب الراحل في دراسة المرحلة الابتدائية في مدرسة الحمدانية ومن ثم الثانوية في مدرسة التجهيز الأولى قب في حلب.
وأكمل دراسته الجامعية في كلية الزراعة في الاسكندرية 1954-1958، وحصل على الدراسات العليا في مجال الزراعة.
وعمل بعد تخرجه، محاضرا في كلية الزراعة بجامعة حلب، وتبعها بالعمل في مديرية اقتصاد حلب.
وعلى صعيد العمل النقابي، ترأس فرع نقابة المهندسين الزراعيين في حلب.
وساهم وليد إخلاصي في تأسيس مسرح الشعب، وجمعية القصة، والمسرح القومي، والنادي السينمائي في مدينة حلب. وشغل خلال رحلته الزاخرة بالإنجازات عضو هيئة تحرير مجلة الموقف الأدبي.
وتنوعت أعماله السردية واتسعت لمناطق مختلفة من أشكال الأدب، بما امتلكه من شغف كبير للحياة والكتابة، واتخذ خلال مشواره أسلوب الدمج بين الواقعي والفانتازي الغرائبي، كما استخدم اليومي للدلالة على التاريخ، واستدرج الأحداث التاريخية لأعماله، بإسقاطات مختلفة عن الواقع.
وما ميز إخلاصي هو استمراريته في إنتاج الأدب منذ ستينيات القرن الماضي، ومواصلته البحث المعرفي والأكاديمي مما جعله من أهم رواد الكتابة في عصره.
وركز في كتاباته على المواضيع والهواجس التي تتخلل المجتمع السوري، كالفقر والتفاوت الطبقي، كما انتقد الممارسات والحالات السلبية في مجتمعه كالفساد الإداري والرشوة، واهتم كذلك بالقضية الفلسطينية والاحتلال الفرنسي لسوريا.
ومن أهم مؤلفات وليد إخلاصي روايات: شتاء اليابس، أحضان السيدة الجميلة، الحنظل الأليف، زهرة الصندل، حكايات الهدهد، باب الجمر، دار المتعة، ملحمة القتل الصغرى.
كما وأنتج العديد من المسرحيات، منها: العالم من قبل ومن بعد، سبعة أصوات خشنة، سهرة ديمقراطية، هذا النهر المجنون، أغنيات للمثل الوحيد، من يقتل الأرملة، مسرحيتان للفرجة، لعبة القدر والخطيئة.
قدم كذلك العديد من المجموعات القصصية، ومنها: دماء في الصبح الأغبر، زمن الشجرات القصيرة، الدهشة في العيون القاسية، التقرير، موت الحلزون، الاعشاب السوداء، خان الورد، ما حدث لعنترة.
وشارك الكاتب الراحل في العديد من المهرجانات والندوات الدولية والمحليةؤ وحصل على جائزتي اتحاد الكتاب العرب التقديرية عام 1990، وجائزة سلطان العويس الثقافية في الرواية والمسرحية، عام 1996.
وحصل كذلك على جائزة القصة العربية(محمد تيمور) عام 1994،، ونال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2005.
وكانت لكتاباته الروائية جاذبية خاصة، من خلال سرده الممتع، والمليء بالرموز والإسقاطات على المكان والزمن والتاريخ، فكان يجيد وصف المكان معبرا عن عشقه لحلب، دون أن يحدد مواطن الجذب فيها مكانيا، بل اعتمد على الروح النقية التي تجمعه بحلب على مدار عمره.
واعتبرت روايته دار المتعة من أفضل مائة رواية عربية، والتي جسد فيها قصة ألف ليلة وليلة مع تعديلات خاصة قام دمجها على هيكل القصة ومصير كل شخصية خلالها.
نعت وزارتا الإعلام والثقافة واتحاد الكتاب العرب الأديب وليد إخلاصي بعد رحلة في عوالم الإبداع قضاها في فضاءات المسرح والرواية والقصة.