باحثون يكشفون أن لعبة واقع افتراضي تساعد مرضى الأنوركسيا لمحاربة خوفهم من الطعام
توصل باحثون بريطانيون إلى حل للتغلب على مخاوف المصابين باضطراب الأنوركسيا من تناول الطعام وذلك باستخدام لعبة واقع افتراضي.
ويقوم علماء النفس بتجربة الواقع الافتراضي في مستشفى مودسلي في جنوب شرق لندن بتجربة الواقع الافتراضي في نوع مثير للاهتمام من العلاج لتعريف المرضى بالأطعمة التي تخيفهم.
وينطوي العلاج على لاعبين يرتدون سماعة رأس تنقلهم إلى عالم ثلاثي الأبعاد محوسب، ويتم بث الصور على شاشة داخل سماعة الرأس، مما يجعل الأمر يبدو كما لو كان اللاعب في عالم آخر.
وتجري حاليًا تجربة العلاج، لكن الباحثين الذين يقفون وراءه يخططون لإطلاق نسخة من اللعبة لتصبح علاجًا قياسيًا للمرضى في بريطانيا خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة.
وأظهرت دراسات مماثلة أنه عند دمجها مع العلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي، يمكن للألعاب أن تقلل من تشوه الجسم - حيث يبالغ المرضى في تقدير حجم أجسامهم - بنسبة 40 في المائة، ووجدت دراسات أخرى أن ست جلسات فقط قد تكون أكثر فاعلية على المدى الطويل في تقليل الأكل بنهم من العلاج المعرفي السلوكي.
وتتضمن التجربة مرضى يتلقون بالفعل علاجات تقليدية، بما في ذلك جلسات مع اختصاصي تغذية وعلاج نفسي ومدخلات من طبيب نفسي يمكنه وصف الأدوية، ثم يلعبون لعبة مدتها أربع دقائق تحت إشراف متخصص في الصحة العقلية، وبمجرد ارتداء سماعة الواقع الافتراضي، يدخل المرضى إلى مطبخ افتراضي مزود بثلاجة ومنضدة عليها أطعمة مثل البيتزا والآيس كريم.
ويقوم المرضى بالتجول في المطبخ، ويمكنهم اختيار الأطعمة لالتقاطها وتناولها، ويُعتقد أن العلاج يعمل مثل العلاج بالتعرض، الذي يشيع استخدامه للتغلب على الرهاب والوسواس القهري، حيث يتم تعريف المرضى تدريجيًا بتجربة أو شيء يخافون منه، مثل العناكب أو الكلاب، مما يقلل من القلق بمرور الوقت.
وتقول الدكتورة فالنتينا كاردي، أخصائية علم النفس الإكلينيكي المتخصصة في اضطرابات الأكل في كينجز كوليدج لندن والباحثة المشاركة في التجربة "تطور أدمغة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل مسارات تعني أن الطعام مرتبط بالعواطف السلبية، وعندما يتعرض المرضى للطعام مرارًا وتكرارًا في عالم افتراضي، فلن تؤتي مخاوفهم، مثل زيادة الوزن، ثمارها. وبمجرد أن يتعلموا هذا، يجب أن يقل الخوف. مع مرور الوقت نأمل أن يصبح الأكل أسهل بكثير لدى هؤلاء المرضى".
وفي نهاية المطاف، سيتم تصميم المطابخ الافتراضية لتبدو مثل تلك الموجودة في منازل المرضى، وسيتم توفير بيئات أخرى مثل المطاعم ومنازل الأصدقاء، حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.