ماذا وراء دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة كييف؟
تعرضت مدينة لفيف الواقعة في غرب أوكرانيا والتي كانت حتى الآن بمنأى عن القتال لخمس ضربات صاروخية روسية "قوية" صباح الإثنين، على ما أعلن رئيس بلدية المدينة ومستشار رئاسي.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير، بقيت مدينة لفيف وغرب أوكرانيا الواقعتان بعيدا عن الجبهة، بمنأى عن القصف نسبيا.
في 26 مارس، تعرضت لفيف لضربات روسية أصابت اثنتان منها مستودع وقود وأسفرتا عن إصابة خمسة أشخاص وفقا للسلطات المحلية.
وكانت المدينة أيضا هدفا في 18 مارس لضربة روسية استهدفت مصنعا لتصليح الطائرات قرب المطار دون التسبب في أي إصابات.
وفي 13 مارس استهدفت صواريخ كروز روسية قاعدة عسكرية كبيرة على مسافة 40 كيلومترا شمال غرب لفيف ما أسفر عن مقتل 35 شخصا على الأقل وإصابة 134.
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة كييف لـ "التحقق من حدوث إبادة جماعية أم لا".
وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع محطة "سي إن إن" الأمريكية أجريت الجمعة وبثت الأحد: "تحدثت إلى ماكرون. أعتقد أنه يريد ضمان دخول روسيا في حوار"، وذلك من أجل توضيح رفض الرئيس الفرنسي التنديد بحصول "إبادة جماعية" في أوكرانيا بخلاف الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتابع زيلينسكي: "قلت له إنني أريده أن يفهم أن هذه ليست حربا، إن هذه ليست سوى إبادة جماعية. دعوته إلى المجيء عندما تتاح له الفرصة. سيأتي وسيرى، وأنا متأكد من أنه سيفهم".
وبرر ماكرون الخميس قراره عدم استخدام مصطلح "إبادة جماعية" بالقول إن "التصعيد الكلامي" لن "يساعد أوكرانيا" وقد يدفع الغربيين إلى التدخل.
وأضاف: "كلمة إبادة جماعية لها معنى" و"يجب أن تصدر عن خبراء في القانون وليس عن سياسيين". وأشار إلى أن "الدول التي تعتبر أنها إبادة جماعية يجب أن تتدخل بموجب الاتفاقات الدولية".
وفي المقابلة التي بثت الأحد، قال الرئيس الأوكراني أيضا إنه يرغب في أن يزور بلاده جو بايدن الذي أكد الأسبوع الماضي أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية".
وأضاف: "أعتقد أنه سيأتي لكن القرار متروك له، وذلك يعتمد بالطبع على الوضع الأمني".
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقابلة مع سي بي إس بثت الأحد: "سنكون سعداء برؤيته في بلدنا، وستكون رسالة دعم مهمة لنا".
واعتبر أن "لقاء شخصيا بين الرئيسين" بايدن وزيلينسكي "يمكن أن يمهد الطريق أيضا لنقل أسلحة أمريكية جديدة إلى أوكرانيا ولمناقشات حول تسوية سياسية محتملة لهذا الصراع".
تفكر الحكومة الأمريكية في إرسال مبعوث إلى كييف، لكن البيت الأبيض استبعد قيام الرئيس في الوقت الحالي برحلة دونها مخاطر عالية.
والأسبوع الماضي، وصف بايدن الأحداث في أوكرانيا على خلفية العمليات العسكرية الروسية بأنها "إبادة جماعية".
وتعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها بايدن مصطلح "الإبادة الجماعية" لتوصيف ما يحصل في أوكرانيا في ما يبدو اتّهاما للجيش الروسي، بعد مزاعم أوكرانية بشأن مذابح في مدن بمحيط العاصمة كييف انسحبت منها القوات الروسية على خلفية اتفاق بخفض التصعيد.
وقال زيلينسكي في مقابلة حصرية الجمعة مع جيك تابر مراسل سي إن إن من مكتب الرئيس في كييف، وبثت اليوم الأحد، إن بلاده لا تملك ضمانات بعدم محاولة روسيا الاستيلاء على كييف إذا تمكنت من الاستيلاء على دونباس.
تأتي مقابلة زيلينسكي مع شبكة سي إن إن بعد أكثر من 7 أسابيع من إطلاق الرئيس الروسي بوتين العملية العسكرية في أوكرانيا، وسط دعاية غربية تروج لنجاح أوكراني غير متوقع في صد توغل الجيش الروسي ومنعه من الاستيلاء على كييف.
وتقول روسيا إن الجيش يحقق الأهداف المحددة لعمليته العسكرية ومن بينها نزع سلاح أوكرانيا التي كانت تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضح زيلينسكي لشبكة سي إن إن "يجب على العالم أن يكون مستعدًا لاحتمال أن يستخدم بوتين سلاحًا نوويًا تكتيكيًا لأنه لا يقدر حياة الأوكرانيين".
وتحدث زيلينسكي باللغتين الأوكرانية والإنجليزية عن الرعب الذي شهدته بلاده والمساعدة العاجلة التي لا يزال جيشه بحاجة إليها للاستعداد لصد الهجوم الروسي القادم في الأجزاء الشرقية والجنوبية من أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وصف الأسبوع الماضي قتل المدنيين الذي ارتكبته القوات الروسية بالإبادة الجماعية.