الباحث والإعلامي الفلسطيني أحمد أبو ارتيمة في حواره لـ "متن نيوز": معركتنا مع إسرائيل وجودية وليست  أمنية.. ولن نرضى إلا بزوال الاحتلال

أحمد أبو رتيمة
أحمد أبو رتيمة

لا تزال أصداء الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني  مستمرة، خاصة بعد الموقف الفلسطيني الرافض لسلسلة الاقتحامات التي مورست من خلال الجماعات اليهودية المتطرفة التي دعت في وقت سابق لإقتحام المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي على المسجد، في ذكرى ما يسمونه "يوم الاستقلال" المزعوم، ما تسبب في مواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

الباحث والإعلامي الفلسطيني، أحمد أبو رتيمة، في حواره لـ"متن نيوز" أكد أن التعامل الأمني من قوات الاحتلال الإسرائيلي مع الشعب الفلسطيني لن يجدي نفعًا، لأن المشكلة ليست مشكلة أمنية بل هي مشكلة سياسية ووجودية تتعلق بمحاولة إسرائيل نزع هوية الأرض العربية وطمسها، في ظل محاولات مستميتة من الشعب الفلسطيني لإزاحة الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية.

وإلى نص الحوار...

من وجهة نظرك ما هي أهمية سياسة الاقتحامات للجانب الإسرائيلي؟

حكومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذه الاقتحامات تريد أن ترسل رسائل بقوتها لكن في ذات الوقت السلوك الإسرائيلي يدل على أنه خائف من رد فعل المقاومة، ودلالة ذلك أن جنود الإحتلال في المسجد الأقصى سارعوا إلى منع المستوطنين الإسرائيليين من رفع الأعلام داخل المسجد الأقصى حتى لا يستفز ذلك الفلسطينيين أو الفصائل الفلسطينية فيدفعهم إلى رد فعل قوي تخشاه إسرائيل، وهذا المشهد معبر عن مدى الخوف الإسرائيلي سواء من الشعب الفلسطيني وردة فعل أو رد فعل الفصائل الفلسطينية.

 ولماذا جاءت تلك الاقتحامات في ذلك الوقت بالتحديد؟

جاءت تلك الدعوات المتطرفة لإقتحام المسجد الأقصى في يوم تحتفل فيه إسرائيل بما تسميه "يوم الاستقلال" المزعوم، وهو يوم نكبة الشعب الفلسطيني باحتلال أرضه، لكن تحول ذلك اليوم ليوم حزن لإسرائيل، وقد رأينا مشهد لجندي إسرائيلي يسعى إلى مستوطن إسرائيلي أيضًا وينزع منه العلم الإسرائيلي ويمنعه من رفعه على المسجد الأقصى في ما يعتبروه عاصمتهم، وهو ما يعبر على أن إسرائيل رغم قوتها العسكرية وتفقوها لكنها تواجه مشكلة وجودية تتمثل في الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال الإستعماري الاستيطاني الذي يقاومه بكل السبل، وهو الشعب الفلسطيني الذي ما زال يتعرض للعدوان وإسرائيل ما زالت تهدد حالة الإستقرار والأمن الذي هو من أبسط حقوق الشعب الفلسطيني.

كيف تصف وضع الشعب الفلسطيني وتوحده ضد الانتهاكات الإسرائيلية؟

طبعا حين يتعلق الأمر بالحقوق الوطنية الفلسطينية والقضايا الكبرى مثل القدس وعودة اللاجئين ومقاومة الاحتلال فكل الشعب الفلسطيني موحد وليس منقسم، والاعتداء على المسجد الأقصى هو موقف مرفوض من الشعب الفلسطيني والشعب العربي كافة، والشعب الفلسطيني أعلن عن رفضه لهذا العدوان الإسرائبلي المستمر وطبعا الرد جاء سريعًا في "عملية إلعاد" التي قتل فيها 3 مستوطنين والعدد مرشح إلى الزيادة لما يزيد عن 5 أشخاص على الأقل في ظل وجود إصابات حرجة وقام بالعملية شبان عاديون وهو يدل على أن القضية لا تتعلق بفصائل بل بالشعب الفليسطيني الرافض للإحتلال والتأقلم معه.

وكيف تصف رد الفعل حول عملية إلعاد؟

العملية بالطبع أحدثت إرباكًا واضحًا من خلال التصريحات لمسؤولين إسرائيليين ورئيس الكنيست قال: "يوم إستقلالنا تحول ليوم فظيع وحزين وهذا يؤشر على ثمن العيش في هذا المكان وهذا التصريح مهم جدًا في إنه يوضح حقيقة الحالة في فلسطين بأن الشعب الفلسطيني رغم معاناته وضعفه لكنه شعب حر وعزيز لا يقبل الاحتلال والإستعمار الصهيوني.

ومثل هذا العمليات هي تعبير عن رد فلسطيني وهو يقابل بفرحة عامرة من الشعب الفلسطيني ومزيدًا من الشعب سيلهمون الشباب لمزيد من هذه العمليات التي ستتكرر والاحتلال يحاول مواجهة تلك الأزمة من جانب أمني مع العلم أن حقيقة المشكلة هي حقيقة سياسية وليست أمنية وأن المشكلة تتعلق بأن الشعب الفلسطيني رافض لوجود هذا الاستعمار الصهيوني ونحن نرى أن ما يحدث هو معركة حرية بين شعب يطمح للحرية والكرامة وبين دولة استعمارية إستسطانية قائمة على الفصل العنصري ولن يكون هناك حل إلا بزوال الاحتلال لأن الشعب الفلسطيني لن يقبل إلا بذلك الحل.

هل ترى أن الشعب الفلسطيني نجح في مواجهة تدبير الحركة الصهيونية؟

 قامت الحركة الصهيونية على أفكار من شأنها أن تؤكد على حتمية إقامة الدولة، وأن الشعب الفلسطيني سيأتي عليه يوم ويتوقف عن مواجهة إسرائيل، وقد سبق أن حاولت الحركة الصهيونية لأن ترسخ لأن المواجهة لن تستمر للأبد إلا أن أجيال كثيرة ماتت وأجيال كثيرة ولدت ومازال هناك إصرار والفصائل الفلسطينية هي تعبير عن الحالة الوطنية للشعب الفلسطيني، وهذا دليل على أن الشعب الفلسطيني لن يصمت على جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وأننا لن نرضى إلا بزوال الاحتلال.