مبان في أوديسا تتحول إلى أنقاض بعد يوم من قصف القوات الروسية ميناء أوكرانيا الجنوبي

متن نيوز

تحولت مبان في أوديسا اليوم الثلاثاء إلى أنقاض بعد يوم من قصف القوات الروسية ميناء أوكرانيا الجنوبي بالصواريخ، وقيادة الرئيس فلاديمير بوتين احتفالات اتسمت بالتحدي بمناسبة انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

 

وبينما التزم بوتين الصمت على خطط أي تصعيد في أوكرانيا، استمر القتال دون هوادة مع تجديد القوات الروسية مسعاها أمس الإثنين لهزيمة آخر القوات الأوكرانية في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول.

 

وقال بوتين: "أنتم تقاتلون من أجل بلادكم، من أجل مستقبلها، حتى لا ينسى أحد دروس الحرب العالمية الثانية، حتى لا يكون هناك مكان في العالم للجلادين ومثيري المشاكل والنازيين".

 

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فوعد في خطابه بمناسبة اليوم نفسه الأوكرانيين بهزيمة الغزو، وقال من  وسط كييف بزي الجيش ومشمرًا عن ساعديه: "في يوم النصر على النازية، نقاتل من أجل نصر جديد، الطريق إلى ذلك صعب لكن لا شك لدينا في أننا سننتصر".

 

وفي إشارة واضحة إلى بوتين، أضاف زيلينسكي قائلًا: "الشخص الذي يكرر جرائم نظام هتلر المروعة اليوم، ويتبع الفلسفة النازية ويقلد كل ما فعلوه، محكوم عليه بالفشل".

 

وفي أوديسا، الميناء الرئيسي على البحر الأسود لتصدير المنتجات الزراعية، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية على فيس بوك مقتل شخص وإصابة 5 آخرين، بعد سقوط 7 صواريخ على مركز تجاري ومستودع.

 

وفي لقطات مصورة، ظهر رجال إطفاء وإنقاذ يمشطون أكوام أنقاض لا يزال يتصاعد منها الدخان، وفي غضون ذلك، كثفت أوكرانيا، وهي منتج رئيسي للذرة والقمح، وحلفاؤها جهودهم لفتح الموانئ أو توفير طرق بديلة لتصدير الحبوب والقمح والذرة.

 

وزار رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أوديسا أمس وحث بعد ذلك على خطة عالمية لمساعدة أوكرانيا، وتوقف لقاء بين ميشيل ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال في أوديسا بسبب الهجوم الصاروخي، ما دفع الرجلين إلى الاحتماء في مخبأ، وفق حساب شميهال الرسمي على تويتر.

 

ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن مسؤولين في خاركيف قولهم إن أربعة قتلوا ودمرت عدة منازل في هجمات روسية على بلدة بوغودوخوف شمال غرب خاركيف.

 

وفي بعض مناطق لوغانسك، وخاركيف، ودنيبرو بشرق أوكرانيا، سُمع دوي صفارات الإنذار في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية مدعومة بالدبابات والمدفعية تنفذ "عمليات اقتحام" لمصنع آزوفستال في ماريوبول، حيث صمد مئات المدافعين الأوكرانيين أمام حصار على مدى أشهر.

وتقع ماريوبول بين شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو في 2014، وأجزاء من شرق أوكرانيا تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا، وسيسمح الاستيلاء على المدينة لموسكو بربط المنطقتين.

معلومات مضللة

 

وفر أكثر من 5.5 ملايين أوكراني منذ الغزو الروسي في 24 فبراير(شباط) الماضي، وفق الأمم المتحدة التي وصفت ذلك بأسرع أزمة لاجئين نموًا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

 

ولكن مكاسب موسكو من الغزو كانت بطيئة ولا تظهر على نحو يذكر خارج قطاع من الأراضي في الجنوب فضلًا عن انتصارات هامشية في الشرق.

 

وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يشعر بالقلق لأن بوتين يملك أي "مخرج في الوقت الحالي وأحاول معرفة ما سنفعله ضد ذلك".

وتقول مصادر إن المشرعين الديمقراطيين الأمريكيين وافقوا على اقتراح مساعدات بـ 40 مليار دولار لأوكرانيا، تشمل حزمة أسلحة جديدة ضخمة، ووصف البيت الأبيض في وقت سابق تصريحات بوتين في يوم النصر بـ "معلومات مضللة".

 

واكتسب الانتصار السوفييتي في الحرب العالمية الثانية مكانة شبه دينية في روسيا في عهد بوتين، الذي استدعى ذكرى "الحرب الوطنية العظمى" خلال ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، وتعتبر الدول الغربية أنه تشبيه خاطئ لتبرير عدوان لا يبرر.

 

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: "لا يمكن أن يكون هناك يوم انتصار، فقط عار وهزيمة بالتأكيد في أوكرانيا".

 

وفي بولندا، أحاط المتظاهرون بالسفير الروسي في مراسم تأبين وألقوا عليه طلاء أحمر، وقال السفير سيرغي أندرييف، ووجهه يقطر طلاء وقميصه ملطخ: "فخور ببلدي ورئيسي".

 

وخلال احتمائها في محطة مترو بخاركيف، المدينة الثانية في أوكرانيا التي تتحدث الروسية بشكل أساسي والتي تعرضت لقصف بلا هوادة منذ أيام الحرب الأولى، دارت الناجية من الحرب العالمية الثانية فيرا ميخايليفنا وجهها المبلل بالدموع بيديها، وقالت: "لم أكن أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث لنا على الإطلاق، كان هذا اليوم من قبل يوم احتفال كبير".