زيارة ولي العهد السعودي لتركيا.. ما أهميتها بالنسبة لأرودغان؟
قال مسؤول تركي كبير، الجمعة، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيزور تركيا، في 22 يونيو، في الوقت الذي تنتقل فيه أنقرة والرياض إلى مرحلة جديدة في العلاقات.
وتأتي الزيارة بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جدة في أبريل الماضي وقبل شهر من وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية، حيث من المقرر أن يلتقي ولي العهد.
وصرح مسؤول حكومي تركي لوكالة فرانس برس أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل رحلة ولي العهد إلى تركيا نهاية الأسبوع.
وأضاف المسؤول التركي أن البلدين سيوقعان عدة اتفاقيات خلال الزيارة التي من المتوقع أن تكون في العاصمة أنقرة، لكن الموقع لم يتأكد بعد.
كان الرئيس أردوغان قد قام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في أواخر أبريل، حيث التقى الأمير قبل أن يسافر إلى مكة. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية في ذلك الوقت إن الطرافين "استعرضتا العلاقات السعودية التركية وسبل تطويرها في جميع المجالات". وأضافت أن الزيارة بشرت بمرحلة جديدة في العلاقات تتجاوز حقبة سابقة شابتها أزمات وأجندات متضاربة.
ومع ارتفاع التضخم وأزمة غلاء المعيشة قبل عام من الانتخابات الرئاسية، يسعى أردوغان للحصول على دعم دول الخليج، حيث قفز معدل التضخم السنوي الرسمي في تركيا إلى أعلى مستوى في 24 عامًا عند 73.5٪ في مايو، مدفوعة بالحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة وتراجع الليرة، على الرغم من أن الرقم كان أقل قليلًا مما كان يخشى الاقتصاديون.
أدت النهاية التدريجية للمقاطعة السعودية غير الرسمية للبضائع التركية، والتي خفضت صادرات أنقرة بنسبة 90٪، إلى وصول التجارة إلى المملكة العربية السعودية إلى 58 مليون دولار في مارس، أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في العام السابق، في إشارة إلى أن العلاقات بدأت في الدفء، لكن الرقم كان لا يزال جزءًا صغيرًا من مستوى 2018.
قال المحلل السياسي السعودي علي الشهابي إن البلدين سيستفيدان من تحسن العلاقات، حيث إن أردوغان "يحتاج إلى تدفقات التجارة والسياحة من السعودية والسعودية ويفضل أن يكون" في جانبه "في مجموعة متنوعة من القضايا الإقليمية وقد يكون منفتحًا على شراء الأسلحة. من تركيا."
بعد أن أصلح أردوغان العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، أعلنت أبو ظبي عن صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لتشجيع الاستثمارات في تركيا واتخذت خطوات أخرى لدعم الاقتصاد.
تتمتع المملكة العربية السعودية بعام اقتصادي حافل مع توقع ارتفاع احتياطياتها من العملات الأجنبية. ومن المتوقع أن تدر أسعار الطاقة المرتفعة على المملكة أكثر من 400 مليار دولار من العائدات هذا العام. بعبارة أخرى، قد يكون لدى المملكة العربية السعودية رأس المال للاستثمار في تركيا إذا اختارت ذلك، كما يقول المحللون.
ويسعى أردوغان الآن للحصول على دعم مالي من دول الخليج التي كان على خلاف معها في العقد الذي أعقب ثورات "الربيع العربي"، التي دعم خلالها الزعيم التركي الجماعات التابعة للإخوان المسلمين. في الأشهر الأخيرة، طلبت حكومته من الشخصيات الإسلامية، وخاصة النشطاء المصريين، وقف نشاطهم الدعائي من تركيا.
يقول محللون إنه من المحتم أن تكون هناك تداعيات إقليمية من التقارب السعودي التركي. تنافست تركيا وإيران، رغم أنهما ليسا خصمين، على السلطة في سوريا والعراق، رغم أنهما تحافظان على علاقات اقتصادية وتشتركان في حدود. قد يؤدي وجود تركيا، القوة الإقليمية السنية، المتحالفة بشكل وثيق مع دول الخليج العربية، إلى زيادة الضغط على إيران.