رغم الجهود الأممية.. لماذا فشلت جهود تمديد الهدنة في اليمن؟
حاول المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج جاهدًا عقد لقاءات مطولة مع كافة الأطراف في اليمن من أجل تمديد الهدنة بين الطرفين والتي من المقرر أن تنتهي اليوم الأحد الموافق الثاني من شهر أكتوبر، إلا أن تلك الجهود لم تسفر عن الوصول إلى اتفاق جديد يتعلق بتمديد الهدنة بين الطرفين، حيث كان يسعى جروندبرج إلى تمديد الهدنة لفترة تصل إلى 6 أشهر.
وقال جروندبرج أنه يأسف لعدم التوصل لاتفاق يتعلق بتمديد الهدنة بين الحوثيين والحكومة اليمنية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، برئاسة الدكتور رشاد العليمي، حيث دعا جروندبرج لعدم التصعيد والعنف والاقتتال الداخلي بين الشرعية والحوثيين.
وتوجه جروندبرج بالشكر والتقدير للحكومة اليمنية، على ما اعتبره "التعاطي الإيجابي" للحكومة ومجلس القيادة الرئاسي مع مبادرة الأمم المتحدة لتمديد الهدنة، لولا الرفض الذي جاء من طرف ميليشيات الحوثي.
من جانبه أكد الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمن، اليوم، أن جماعة الحوثي قدمت نفسها كآداة خارجية في مفاوضات تمديد الهدنة، مضيفا أن الحوثيون وضعوا مصالح إيران في مفاوضات الهدنة على حساب الشعب اليمني.
وأضاف العليمي، أن الأزمة تكمن لدى ميليشيا الحوثي التي قدمت مصالحها الخاصة مصالح إيران على حساب مصالح الشعب اليمني الأعزل، الذي يعيش في مناطق الشمال ظروفًا صعبة، في ظل عدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية لهم.
وقال مصدر يمني لـ "متن نيوز" إن الحوثيين رفضوا المقترح الأممي بتمديد الهدنة بعدما وافقت الحكومة الشرعية على هذا المقترح، مشيرًا إلى أن هناك عاملين كانا وراء الرفض الحوثي لتمديد الهدنة، العامل الأول هو اعتقاد الميليشيات الحوثية أنها باتت قوية بعدما رتبت صفوفها العسكرية على الجبهات خلال الفترة التي سبق أن وقعت فيها على الهدنة.
وأضاف المصدر أن السبب الثاني يتمثل في خضوعها لمطالب إيران بعدم التوقيع على الهدنة في ظل أزمة داخلية لإيران تتعلق بالاحتجاجات، حيث ترغب إيران بتوجيه الأنظار تجاه حرب أخرى تخوضها على جبهة أخرى، حتى لا يخرج الشارع الإيراني في تظاهرات عارمة ترفض سياسات النظام الإيراني.
من جانبه توقع مانع المطيري، الباحث السياسي اليمني، إنه يتوقع أن يكون هناك تصعيدًا على عدة جبهات في اليمن خلال الفترة المقبلة، بعد فشل الأطراف في تمديد الهدنة بين الشرعية والحوثيين، لافتًا إلى أن الحوثيين وجدوا رفض الهدنة فرصة للاستمرار في زيادة المعاناة للشعب اليمني.
وأضاف المطيري، في تصريحات لـ "متن نيوز" أن الأزمة تكمن في المعاناة التي سيعانيها الشعب اليمني في مناطق الشمال التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، خاصة بعد بدء الميليشيات ترتيب صفوفها من أجل بدء الصراع العسكري مرة أخرى.