"حرب غير تقليدية".. هل تلجأ روسيا للسيناريو السوري لحسم الصراع في أوكرانيا؟

محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستمرة، للتغطية على أسباب عدم حسمه للصراع في أوكرانيا، حيث ادعت موسكو مؤخرًا بأن أوكرانيا تخطط لاستخدام "قنبلة قذرة" ضد روسيا وأوروبا- جهاز متفجر يحتوي على مواد مشعة - يشير إلى أنه يتلمس الآن أساليب حرب غير تقليدية

وبحسب مراقبون، فإن هذا ليس مفاجئًا عندما نرى مدى ضعف أداء الجيش الروسي، وهو ما يُفترض أن بوتين يراه أيضًا، وكان رد بوتين هو تعيين الجنرال "هرمجدون" سوروفكين كقائد عام له في أوكرانيا، ومزاعم القنبلة القذرة.

مفهوم القنبلة "القذرة" هو وهم كامل، خيال مصمم لإرهاب الناس في أوكرانيا والسماح لروسيا بتصعيد حربها غير التقليدية، وقد رفضت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة هذا الادعاء، وترسل الأمم المتحدة مفتشين بناء على طلب أوكرانيا إلى موقعين نوويين لإثبات أنه لا أساس له من الصحة. لم يكن هناك أبدا هجوم ناجح بالقنابل القذرة. لكن تأثيرهم النفسي أكبر بعشر مرات من تأثيرهم الجسدي، ولا بد أن بوتين يأمل أن يؤدي ذلك إلى كسر إرادة الأوكرانيين.

ويعتمد أسلوب بوتين في الحرب غير التقليدية على جعل السكان المدنيين هدفًا بدلًا من الجيش المعارض. وهذا منطقي بشكل ساخر، حيث تم العثور على جنوده مطلوبين ضد الجيش الأوكران، ينصب التركيز الآن على مهاجمة المدنيين بينما يقاتل الجنود على الخطوط الأمامية: قتلهم وهم في طريقهم إلى العمل، أو قتل الأطفال في طريقهم إلى المدرسة. بالنسبة للمصابين في هذه الهجمات، يهاجم الروس المستشفيات لمنع العلاج: 500 حتى الآن في هذه الحرب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

واختبرت روسيا وطوّرت مفهوم الحرب غير التقليدية في سوريا، وشمل ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية التي لجأ إليها نظام الأسد كلما بدت الهزيمة وشيكة. كان المتمردون على وشك اقتحام دمشق في أغسطس 2013 عندما أسقط الأسد غاز الأعصاب القاتل السارين على ضاحية الغوطة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص ووقف التقدم في مساره. كما أنه كسر الحصار التقليدي الذي دام ست سنوات على دوما ببراميل الكلور المتفجرة في عام 2018. إن الأسلحة مثل الكلور والقنابل القذرة فعالة بشكل مرض بسبب الرعب الذي تنقله، ويجب أن تحظرها الأمم المتحدة والعالم الحر بالكامل.

وأكد المراقبون، أن الحرب النووية العالمية أمر غير مرجح للغاية، فإن أي شيء أقل من ذلك ممكن، خاصة إذا كانت منطقة بوتين الحيوية في شبه جزيرة القرم مهددة، وهو أمر يبدو مرجحًا بشكل متزايد. في الحرب غير التقليدية، هناك تهديد نووي "قذر" إلى حد كبير، والذي يمكن أن يكون مدمرًا مثل الأسلحة النووية في ساحة المعركة، من خلال تحويل محطات الطاقة النووية إلى أسلحة نووية مرتجلة - في جوهرها قنبلة "قذرة" ضخمة.

ونظريًا، تحظر اتفاقيات جنيف وقواعد الحرب الحرب غير التقليدية - لكن يبدو أن بوتين وجنرالاته أكثر استعدادًا لتجاهل كليهما. يجب على رئيس الوزراء الجديد، مع حلفاء الناتو، ضمان عدم قدرة بوتين على الوصول إلى أخطر أسلحته غير التقليدية، حسب ما قال هاميش دي بريتون جوردون القائد السابق في المملكة المتحدة وقوات الناتو الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وخبير في الأسلحة الكيماوية والنووية ومستشار لاتحاد الجمعيات الخيرية الطبية السورية.