خبير سياسي: ضغوط الخارج على مصر بسبب علاء عبد الفتاح يمكن استثمارها لتحقيق منفعة وطنية
أكد الدكتور محمد محسن أبو النور الباحث السياسي ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية أن كثيرًا من المتابعين يعرفون أن وزارة الخارجية المصرية تتعرض لضغوط وتتلقى اتصالات كثيرة من أطراف دولية متعددة للإفراج عن علاء عبد الفتاح، منوهًا إلى أنه في هذه الضغوط منفعة وطنية وليس العكس، خاصة بعد أن احتلت مسألة تلك الضغوط محور إحدى اللقاءات الحوارية بين وزير الخارجية السيد سامح شكري مع بيكي أندرسون مذيعة سي إن إن على هامش "قمة المناخ".
وأضاف أبو النور، في تدوينة له على صفحته الشخصية على "فيس بوك" أنه مع ذلك يمكن للخارجية المصرية استثمار تلك الضغوط لتحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب المصري، من خلال الاستفادة من التجربة الإيرانية المماثلة، حيث تعرضت إيران لواقعة مشابهة حين ألقت السلطات الإيرانية القبض على الناشطة نازانين زاجري مزودجة الجنسية البريطانية - الإيرانية بتهمة التجسس في طهران، وهي موظفة في وكالة رويترز البريطانية.
ونوه الخبير السياسي في الشؤون الإيرانية إلى أن كل الأوساط السياسية ومجتمع الاستخبارات حول العالم تدرك أن السفارات البريطانية ووسائل الإعلام البريطانية الرسمية والمراكز الثقافية البريطانية هي حظيرة خلفية تستخدمها الاستخبارات البريطانية "إم آي 6" للقيام بعمليات نوعية في الدول التي تنشط بها وخصوصا في الدول العربية والإسلامية.
وتابع: "بناء عليه ترسخ في وجدان الشعوب العربية والإسلامية الدور البريطاني التخريبي والمزعزع لاستقرار تلك الشعوب والبلدان للحصول على مكاسب استراتيجية تحت مظلات مختلفة، منها: "حماية حقوق الإنسان"، لافتًا إلى أنه في طهران استفادت الخارجية الإيرانية من أزمة احتجاز الناشطة مزودجة الجنسية وتمكنت من استرجاع مستحقات مالية قدرت بـ400 مليون جنيه استرليني كانت مستحقة لدى بريطانيا منذ العام 1971 في إطار صفقة دبابات تشيفتن الشهيرة، وفي الوقت ذاته كان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان يبادر في كل مكالمة يتلقاها من نظرائه البريطانيين حين يفاتحونه في أزمة نازانين زاجري ويتحدث عن حق إيران المسلوب من بريطانيا منذ ذلك الحين.
واستطرد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية مؤكدًا أن بريطانيا ماطلت وتملصت من إعادة تلك المستحقات إلى الأمة الإيرانية، لكن الصبر الاستراتيجي للمفاوض الإيراني ساعده على استرجاع تلك الأموال، وقايضت إيران مستحقاتها بالإفراج عن الناشطة، إلى أن حصلت على تلك الأموال وتم إطلاق سراح الناشطة ومعها ناشطة أخرى بمرسوم قضائي.
ورأى أبو النور ضرورة أن ترحب وزارة الخارجية المصرية بأي مكالمات هاتفية أو مقابلات إعلامية ضاغطة في أزمة علاء عبدالفتاح، وحين يتم ذلك تطالب مصر بريطانيا بما يلي:
1ـ استعادة كل القطع الأثرية المملوكة للشعب المصري التي سرقتها بريطانيا وتعرضها على الملأ بكل فجاجة في متاحفها.
2ـ تسلم بريطانيا إلى الشعب المصري كل خرائط حقول الألغام التي زرعتها في منطقة الساحل الشمالي والتي تخفيها منذ الحرب العالمية الثانية منعا من تطوير تلك المنطقة شديدة الأهمية الجيوستراتيجية.
3ـ تلتزم بريطانيا بعدم منح الجنسية في المستقبل لأي مدان في أثناء محاكمته أو بعد إلقاء القبض عليه.
4ـ تعيد بريطانيا إلى الشعب المصري الديون التي حصلت عليها بالسبائك الذهبية من البنوك المصرية لتمويل الحرب على الإمبراطورية العثمانية والتي لم تعدها إلى مصر حتى الآن.
5ـ وقائمة المطالب مفتوحة من خلال الملفات المحفوظة لدى مؤسسات الدولة المصرية.